شعلة من طاقة لاتنضب ..

مصنع لايتوقف ولايعرف العطل.

الافكار تتوالى مثل شلال غزير .. حماس وأندفاع جنوني.

نحو القمة ..

بلوغ القمة في كل شيء.

بمفتاح واحد وعزيمة ثابته منبعها سماوي وغذاؤها روحاني وأدواتها الانسانية الصادقة والقلب السليم.

تبدأ القمة في أعماق الذات ثم تزحف وتشع من الداخل الى الخارج لتطول كل ما حولها في البيت والعمل والمجتمع.

تتوجها أعلى قمة يمكن لبشر ان يطؤها وينعم بجمالها الا وهي القرب من الله ومعرفة صفاته واليقين والثقة بتدبيره.

لا يبقى بعدها الا السجود والشكر كما فعل يوسف عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى ” رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين “.

فما يضر من يبلغ ذلك المقام ويحقق هذا المركز أن تعثر او تراجع بعدها.

تأبى الحياة الا التحول.

قد يبعد الانسان عن مسار القمم وينحرف عن طريق النجاح ويتشتت في دروب الحياة ويصطدم بفتنها ويضيق ويضعف ويهزم.

جولات خاسرة تتوالى وتكثر لاتزيده الا صمودآ وشراسة واستقتالا للرجوع اليها بلا تنازل ولا أستسلام.

من يعرف القمة لن يرضى بأقل منها وان كلفته حياته.

لايخلق تلك القمم الا أصعب الظروف وأحلك الاوقات وأشد الصعاب وأقسى الابتلاءات، فمن أمتلك سلاحآ فكريآ وعلميآ وتدرب على أصول المقاومة والصمود وجعل الفوز والتفوق هدفه ومبلغ أمله فلن يحصد الا ما سعى وجاهد وخطط له.

مجرد التأمل لساعات وأيام وشهور قد تطول لسنوات في الوصول الى تلك القمة حافز معنوي ودافع أيجابي للحركة وعدم السكون والتساهل والرضوخ.

البداية تكون بقرار حازم ثم الانصات الشديد لكل ما تطوله الحواس والجوارح، غالبآ نحن لانعير أنتباهآ لامور عامة وتفاصيل صغيرة تكون هي الشرارة التي توقد الحماس وتمهد لطريق النجاح والانطلاق.

قد تكون رسالة او لقاء او ومضة او صوت بعيد او يد دافئة.

العيش بلا بصر ممكن ولكن بدون بصيرة مستحيل.

والبحث عنها يستحق الجهد والعناء لانها المفتاح الوحيد لبلوغ تلك القمة مرات ومرات.

عندما تصبح الرؤية جلية والمقصد واضحآ يجب وضع استراتيجية ثابتة وخطة مدروسة قابلة للتنفيذ وبدء العمل.

أهم مقومات النجاح هو توفير البيئة الصالحة والعوامل الصحية التي تصلح للبناء والصعود والابتعاد عن كل معاول الهدم الاجتماعية والنفسية والوجدانية التي تحيط بنا وتحاول تكسير مجادفنا وتهميش آمالنا وتمتص من مخزون طاقتنا.

بعد أرساء جميع أسس البناء السليمة لا يبقى الا الايمان المطلق بتحقيق الحلم والاستمتاع بكل التحديات وأضافة الخبرات الجديدة وتوسيع مدارك العلم والمعرفة ونيل رضا الله والنفس.

ثم التواضع.

أعظم ما يتوج الانسان بعد الوصول الى القمة وتحقيق الهدف هو التواضع والتكبر على الخصال الذميمة والالتزام بالحق والمبادىء السامية والابتعاد عن النفوس الحاقدة والشخصيات السلبية.

فليكن هدفنا بلوغ القمة ولاشيء أقل من القمة.