بعيدآ عن السياسة والادب والفسلفة حديثي هذه المرة عن شخصية مميزة جعلتني قصتها وقصرها اشعر بأنها لازالت حية.

اليزابيث أمبراطورة النمسا المجرية أشتهرت بأسم سيسي، تزوجت من الامبراطور فرانز جوزيف الاول عندما كانت في السادسة عشر من عمرها.

أستمر زوجها في الحكم لمدة 68 سنة لغاية عام 1916، كان متدينآ زاهدآ ويدل على ذلك غرفته ومقتنياته التي مازالت موجودة في قصر شونبرون في فيننا، يستيقظ فجرآ ويقضي جل يومه في العمل، يعبد زوجته ويقضي معظم وقته مع اولاده عندما يكون خارج العمل .

أشتهرت بجمالها وأهتمامها الشديد بمظهرها ورشاقتها، يبلغ طولها 172 سم، وزنها 45 كغم، وخصرها 51 سم فقط.

أنجبت 4 اولاد، صوفيا الابنة الكبرى توفت بعد عامين، ثم رادولف أبنها الوحيد الذي مات بعمر 31 سنة بعد أن قتل عشيقته البارونة ماري فيتسيرا وانتحر امام جثتها عام 1889.

أصيبت بعد وفاة ولدها بكآبة حادة فكانت تسافر بشكل مكثف ولم تلبس الا الاسود في اغلب الاوقات، في فترة لاحقة من حياتها وبسبب الكآبة التي أصابتها فأنها كانت تعالج بحقن الكوكايين التي كانت تستخدم للعلاج حينذاك.

أمتازت بشعرها الطويل حيث كانت تعتني به بشكل فائق، تستغرق عملية تمشيطه وتصفيفه ساعتين يوميآ واعتادت أن تعمل حمام خاص له من البيض والكونياك.

كما كانت تحب كثيرآ ماسكات الوجه ولاتحب المكياج والعطور المكثفة وتفضل رذاذ من العطر.

التزمت طوال حياتها بحمية قاسية لتحافظ على نحافة جسمها وكانت تمارس الرياضة يوميآ والسباحة وركوب الخيل.

احيانآ تشرب بعض الحليب خلال اليوم كله او عصير البرتقال او ماء اللحم فقط من دون اي شيء آخر.

كرهت البلاط الملكي والقوانين الصارمة وكانت تشعر بحزن عميق وفقدان للحرية التي طالما تمنتها.

صرّحت مرة بأن الروح التي تفهمها لم تخلق، فكانت وحيدة ولما كبرت مالت الى الانعزال بشكل كبير.

أبنتها ماري كانت الاقرب اليها.

تم أغتيالها عام 1898 على يد فوضوي ايطالي في جنيفا – سويسرا، يؤمن بتحرير ايطاليا من النمسا بمبرد طعنت به في صدرها وتوفت عن عمر يناهز 61 عامآ.

أحب كثيرآ زيارة المتاحف والغوص بأغوارها والتنقل بين دهاليزها وغرفها، ولكني لم أستمتع حتى في اللوفر كما أستمتعت بقصر شونبرون مقر الامبراطور وأشهر المعالم الاثرية والثقافية في فيننا ومتحف سيسي الذي يجسد حياتها وجميع مقتنياتها الشخصية من الملابس والاواني والقاعات الانيقة.

لااعرف لما تعاطفت مع هذه الامبراطوة البائسة لدرجة شعرت بأني يجب أن أكتب عنها.