هناك مقولة شائعة في علوم ما وراء الطبيعة تقول: “أننا لسنا أجسادآ لها أرواح، أننا أرواح لها أجساد”.

بمعنى أننا لسنا بشر أصحاب تجربة روحية، ولكننا أرواح ذات تجربة إنسانية.

روحك هي الجوهر وجسدك هو الشكل المؤقت الذي يتخذه هذا الجوهر.

أن السباق المتهور للاعمال اليومية الروتينية هو سباق قمنا بتصميمه من أجل فقد الاتصال مع طبيعتنا الروحية، إنه البرنامج الذي يحافظ على بقاء الوهم ويقنعنا منذ أن نفتح أعيننا كل صباح بأننا مجرد أجساد، وأعمار، وأوزان وأطوال، وعائلات، ووظائف، ورموز بريدية، وأرقام.

الجسد أداة للتعبير عن ذاتك.

مثل أي آلة موسيقية يعزف عليها صاحبها لساعات وسنوات، تستحق عناية جيدة واهتمام فائق لكي تستطيع أن تعبر عنه وتعطيه ما يريد أن يوصله من أفكار وأحاسيس وعواطف لاعلاقة لها بالاداة.

أنها وسيلة يومية للتأكيد على وجود شيء رائع في أن تكون نفسك.

الجسد أداتك وهو وسيلة للعثور على صوتك والتعبير عن المهمة التي جئت لانجازها في هذا العالم.

كثيرآ ما ينتقدونني لشدة أنخراطي في ممارسة الرياضة ويسألوني لما تفعلين ذلك؟

لم تكن الرياضة يومآ بالنسبة لي أرقام قياسية او ساعة زمنية او عدادات للسرعة او أزمنة محددة.

لقد كانت معملا ذهنيآ عثرت عليه لاصطحاب نفسي بعيدآ الى مكان يسعدني.

تشعر بمنتهى الحيوية والطاقة والمرح عندما يتدفق الاندروفين في جسدك بعد الجري لعدة أميال على سبيل المثال وأسال العدائيين والرياضيين.

والحقيقة أن جميع أنواع الرياضة هي في الاساس فرصة لاستكشاف الافكار والمفاهيم والابتعاد عن الروتين الذي يحاول أن يجمد العقل.

أن التفكير في الارقام ومقدار الوقت المنقضي وعدد الاميال المقطوعة وحساب معدل ضربات القلب وعدد السعرات المفقودة تزيد من معاناة الجسد وتجعل الرياضة عبئآ ثقيلا بمعاملته كأنه حيوان بهيمي.

أسترخ وتذكر أنك طفل من الخلود في كنف الوجود.

عش طفولتك مرة أخرى.

صوت ماكنة حش الثيل في مساء ندي، بلورات الكرستال التي ترقص بوهج على سطح بحيرة في نهار صيف حار، رائحة الخبر الساخن، عبق أزهار الراسقي التي تفوح من الحدائق، شجرة التوت العملاقة في أقصى البيت.

لقطات فوتغرافية مشربة بروح الحياة يسترجعها العقل وتعيش لحظاتها بقوة حقيقية عندما تكون حرآ.

تلك البهجة هي بهجة الروح تنتقل عبر الجسد من خلال تذوق الاحاسيس التي تسكن في أعماق ذاتك.

يقول يونج أن الروحانية هي صفة جوهرية وهو ما يعني أن البشر قد خلقوا من أجل السمو، لقد خلقنا للبحث عن المعنى الروحي للحياة ومالم نحصل على صوفيتنا بطريقة شرعية فسوف نحصل عليها بطرق غير شرعية.

يقول الدكتور جيفري ساتينوفر أن ما يبحث عنه الناس في التجربة الادمانية هو شيء طبيعي، التوق الشديد الى أنواع معينة من البهجة، شعور بالخصوصية، البطولة، توقف الالم، والبحث عن أحساس بالمعنى والهدف.

وقد أدرك يونج أن أساس البدء في الادمان هو البحث عن الروح.

ولكن بالتأكيد بطريقة غير شرعية وغير صحيحة.

أذا كان الانسان يستطيع الوصول الى عقله الموروث المتميز فسيمكنه الوصول الى الفهم الداخلي العميق للحقيقة والذي لاينال الا من خلال التطوير الروحي لقوى الادراك البديهية للروح.