سمارا نوري

في يوم من الايام وقبل عدة سنوات، التقينا ونحن في ربيع العمر وعنفوان الشباب.

كان سحرآ وعفوية وانطلاق .. بالرغم من أختلاف عوالمنا وسجايانا وطبيعتنا، قضينا فصولا جميلة نستكشف بعضنا ونروي قصصنا ونبي أحلامنا.

كم كنا ساذجين حينما توقعنا بأن حياتنا ستكون مختلفة عن أباؤنا وكل من حولنا، واننا مستثنون من كل المشكلات لان مابيننا صادق ومتين! وهل كان الاخرين منافقون ام انهم لايشعرون!!.

ولكن مع أعظم النوايا يخفت الحب وتتسلل المشاكل ويتعطل التواصل وتتراكم الهموم ويبدأ الجفاء.

كيف؟ ولماذا؟ وأين الخطأ؟

تريد ان أقرأ أفكارك واريد ان تستشعر أحاسيسي .. تريد أن اتفهم انشغالاتك وأريد ان تتغافل عن تقلبات مزاجي .. تريد ان أكون راضية دومآ واريد ان تساعدني في أعباء البيت .. تريد أن اتوقف عن تقديم النصائح وأريد ان تدرك احتياجاتي من غير سؤال .. وندور في هذة الحلبة سنوات عدة من دون ملل ولااستسلام، تستنزف طاقاتنا وأيامنا وحبنا الذي كان يجب ان يحفظ كل حقوقنا!

من دون أن نتوقف لحظة نراجع فيها أنفسنا ونقيّم حياتنا!

لن يحتاج الامر الى تضحية كما يدور في رؤوسنا فلن يكون الا خنوعآ وخضوعآ من احد الطرفين او كلاهما للعيش بسلام، ولن يكون هناك حلا سحريآ يجعل كل واحد منا نسخة من الاخر .. لايمكن.

علينا ان نتأمل ونفكر ونقر ونعترف بأيمان ويقين بأننا كائنين من جنس واحد ولكننا مختلفين أختلافآ جذريآ، وان ما يحدث في حياتنا أمر طبيعي للغاية بسبب أختلاف طبائعنا وتكويننا ونظرتنا الشاملة للامور.

لا عيب فيك ولست مخطئة، وأنها لسفاهة ان نغير ماخلق الله .. لاتستطيع ان تغير كياني كأمرأة ولااستطيع ان اغير رجولتك، ولكننا نستيطع ان نفهم اختلافاتنا – نستوعبها ولانغيرها – ونكتسب مهارات تقربنا من بعضنا وتؤمن احتياجاتنا من دون اصطدام ولا احتكاك.

فلنحاول ….

أنا أمرأة .. أعيش الحياة بأحساس ومشاعر، وهذا نابع من طبيعتي الانثوية. أولوياتي الحب والرعاية والارشاد .. أعبر عن أحزاني وافراحي، همومي واحتياجاتي بالكلام، احب ان افضفض وافرغ ما في صدري ومايشغلني .. ولذلك الصداقة في حياتي لها تعريف يختلف عندك. تعودت من صغري ان ابوح لامي واخواتي كل ماعندي، وعندما كبرت صارت لي صديقة مقربة تعلم اسراري ومايدور بعالمي، وبعد ان تزوجت اردتك ان تحل محلهم جميعآ وان تتحمل ثرثرتي وتنصت الىّ بأهتمام وتقدير كما كانت تفعل صديقتي.

قد يبدو لك كلامي مبهمآ وتتيه في غياهب استرسالي في الماضي والحاضر المستقبل، فترتبك! وقد تشعر بالملل واحيانآ بالذنب والعجز لانك لاتستطيع ان تقدمي لي حلا يسعدني!!

أنت رجل .. تعيش الحياة بمدركات حسية ومادية، الاحاسيس ليست اولياتك والحلول والنتائج هي اهدافك. لاتحب الكلام لانك تعتز بقوتك وقدرتك على تقديم الحلول ولا تحتاج ملجئآ لمشاركتك وقد ينتقص منك ان يحل مشاكلك احدآ غيرك.

تفضل الانسحاب والسكوت وتشغل نفسك بمباراة او برنامج او الخروج حتى تجد حلا لما يشغل فكرك ويقلق راحتك، وعندما تطمئن ترجع الى طبيعتك من دون كلام او توضيح!

ولكننا الان معآ .. نريد أن نحقق احلامنا وننعم بالهدوء والاستقرار ونجعل بيتنا سعيدآ وآمنآ .. فكيف؟

أمنحني انتباهك واستمع لي .. لاتتوقع بأني سأبوح لك مابقلبي من سؤال بارد او استسفار مصطنع او بعض كلمات مجاملة. عليك ان تكسب ثقتي بذكائك وتظهر لي اهتمامك بصدق وهذا يحتاج لكثير من التمرين واللباقة لانك لم تفطر عليه ولكن تستطيع اكتسابه لتكون اقرب الي من صديقتي.

لست بحاجة الى حلول فلا تتعب نفسك ولاتأخذ كلامي كانه اتهام وشكوى، وتأكد اني لااريد الا اذانآ مرهفة وتصديق لمشاعري ومساندة معنوية.

لاتتركني لاوهامي وشكوكي وتعاطف مع مشكلاتي ولا يضيرك ان شاركتني بعمل بسيط في البيت لاظهار محبتك، فلا تعلم كم لهذه الامور الصغيرة من معنى كبير وضخم عندي، أشركني بخططك ولا تسخر من مشاعري. وان اخطأت بحقي فلاتتأخر وتكلم معي بصدق وحنان ولن اخذلك.

عبر لي عن مشاعرك بمفاجأة صغيرة او هدية بسيطة، ولاتنسى ان تسألني ان كنت على غير مايرام ان لم ترني بمزاج يعجبك، لاتحكم علي وتزيد همي.

وأعدك بأني سأتفهم حاجتك للانعزال ولن اشعرك بالذنب، سأتوقف عن انتقادك وتقديم النصائح المجانية، وسأحاول ان ابوح لك بمشاعري السلبيه بأتزان من غير لوم ولا استهجان، سأتكلم واطلب دعمك بوضوح فلا تضطر لقراءة الغيب وما يدور برأسي، لن انسى ان اقدر تعبك والثناء على انجازاتك والتغافل عن اخطائك .

أمنحني الرعاية والاحترام وبعض الدلال، أمنحك الثقة والتقدير والاعجاب.