في مدرستي طلاب اكبر مني وآخرين صغار.

أدرس فنون الحياة بشفافية ومن دون مقدمات في حديث عفوي واحيانآ تجارب وذكريات.

أعلم الحب والسلام بين بني الانسان.

وايضآ لي حصص في القوة والتحدي وعدم الاستسلام.

واهم موادنا .. التواضع والاعتدال.

مدرستي ليس لها بناية ولاقاعات ولاممرات .. فكل مكان اكون فيه هو مدرسة.

في يوم جاءني تلميذ من عمق الصحراء .. لم يكن يبتسم.

ينظر بهدوء من بعيد من دون صوت .. يستمع بصمت ويثير فضوله منطقي والكلام.

علمته ان الابتسامة جزء من ملامح الانسان.

علمته ان الحب لكل الناس .. بلا شروط ولا احكام.

علمته ان الصدق لايتجزأ .. والحق لايتبدل.

علمته ان الاسلام لايصنف .. واختلاف المدراس يغنينا ولايفرقنا.

علمته الكثير عن بلاد الرافدين ومهد الحضارات ودجلة والفرات.

علمته ان الاخلاص مع النفس هو الاخلاص لله.

علمته كيف يكون شاعرآ ولايكتم مشاعره.

علمته الفرق بين الاتقان والاحسان.

علمته ان الايمان نور .. وانه حب مطلق يتجسد في كل قول والاعمال.

علمته مناقشة الكتب والبحث في القصائد والاشعار.

علمته ان الحزن قوة .. وانه لايمنع الانسان من الغناء.

علمته ان الطباع بيده كالصلصال يغيرها متى ما يشاء.

علمته ان السلام مع النفس والناس هو معنى الروح والوجدان.

علمته ان النجاح لايكفي ولابد من التفوق والفلاح.

علمته ان الدنيا مليئة بالاختيارات .. وانه اما ان يختار او ان ينهار.

علمته ان بعض الغياب يكشف بعض الحقائق والاسرار.

علمته ان الوعي والعلم وحفظ حدود الله هي ادوات البناء.

علمته ان سر الجمال في الذوق والخلق والارتقاء.

علمته ان الصمت لغة حية واقوى نداء.

علمته بأن الفرشاة بيده يلون لوحته بحرية وأبداع.

علمته ان الحياة مطار واحيانآ نضطر للسفر بلا وداع.

علمته ان الرحيل سنة الحياة .. وفي الاعماق لاشيء يرحل مع الذكريات.

علمته ان الاحبة لاتفترق وانها في حب الله تجتمع تحت الظلال في حضرة السلطان.