كتاب مذهل يخوض في حقائق علمية على اسس قرآنية وبلاغة في اللغة العربية .. لازلت اقرأ واتمحص ولازال يثير اعجابي ويستفز عقلي ويريح قلبي في اجابات كثيرة.

لم استطع ان امنع نفسي من ان ازين مدونتي بمقتطفات مما كتب عن محمد عليه افضل الصلاة والسلام وانا معه من الشاهدين.

نحن نشھد یا محمد، أ نه لا إله إلا لله وأنك یا محمد رسول لله، ونشھد أنك قد أدیت الأمانة وبلغت الرسالة وحفظت القرآن كما نطق به جبریل، لیصلنا كما ھو بغموضه و وضوحه وإعجازه، فلا رفعت منصوبًا ولا نصبت مرفوعًا، ولا أضفت رأیك لكلمات لله الخالدات المعجزات كما فعل بنو إسرائیل في توراتھم.

وإنَّا یا محمد، ونحن نكتشف الیوم في القرآن وحیًا جدیدًا مذھلًا مزلزلًا، لنشھدُ أنه لو أنَّ ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر یمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات لله، وأ نه لو كان البحر مداداً لكلمات ربنا التي جئت بھا یا محمد لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربنا ولو جئنا بمثله مددا.

وإنَّا لنشھد یا محمد، أنك علمت الناس تفاصیل الحج من سنن وأركان كما أمرك لله، لیكون الحج حجة على الإنسان وامتداداً لإعجاز القرآن على مر الزمان، وإلا لمَا فھمنا لِمَ فرضت علیھم الإحرام قطعتین بیض تنزلقان وتنزلقان وتنزلقان.

ونحن -الحجیجَ -لا ندري أننا حینما نمشي على خطى الحبیب محمد إنما نمشي على خطى آبائنا، ونتشبه بھم حینما طفقا یخصفان علیھما من ورق الجنة ومازالا یخصفان.

ولو أ نك یا محمد، اندفعت من عرفات إلى المزدلفة كما یفعل الناس الیوم جھلاً منھم لَمَا فھمنا كیف ولماذا دلف الإنسان الأول في ھذا الوادي فعلى خطاھم كنت تمشي یا محمد، وعلى خطاك وخطاھم تمشي الإنسانیة إلى یوم القیامة، وھي لا تدري أ نھا إ نما تمشي في أرض آبائھم، وأنَّ حجھم إنما ھو استرجاع لقصة خلق الإنسان و تطوره في ھذه البقاع المقدسة.

ما أعظمَ دینَك یا محمد، وما أعظم القرآن الذي جئت به.

وإنّا لنعلم یا محمد، أنَّ الإنسانیة الیوم في مشارق الأرض و مغاربھا لا تنتظر خبراً أعظم من ھذا الخبر، ولا تحلم بنبأ أعظم من نبأ اكتشاف أصل الإنسان وموقع خلقه وتطوره وأول بیت أوى إلیه.

لقد أجمع الناس یا محمد، في بدء الألفیة أنَّ الخالدین مائة أولھم محمد نبي الإسلام، فكیف بھم لو عرفوا أنك رسولٌ إلى الإنسانیة كلھا ووریث آبائھم، وأ نك یا محمد من كشف للناس أصل الخلق وأرض التطور وأول بیت أوى إلیه الإنسان.

فیا فخر من یمشي على خطى الحبیب محمدٍ في سیرته ویا فخر من یمشي على خطى الحبیب محمدٍ وھو یعلم أ نه إنما یمشي على خطى الإنسان الأول و یا فخر من طار بخیاله إلى تلك البقاع المقدسة واستنشق من عبیر التاریخ منذ أن خطا الإنسان الأول علیھا.

ویا فخر من رتل القرآن ترتیلا؛ لیرى من آیات ربه آیاتٍ كبرى ویتلقى من ر به قولًا ثقیلا ویا فخر من وقف في وادي عرفات حیث بدأ تكلیف الإنسان ثمَّ دلف إلى وادي المزدلفة؛ لیجمع جمرات المصابیح المنزلة لرجم الشیطان وھو یعلم أ نه انما یجمع جمرات منزلة من السماء منذ عھد آدم.

یا فخر من رجم الشیطان بوادي مِنىً حیث نبت الإنسان نباتًا وسعى ملایین السنین، وحیث نفخ لله فیه من روحه، وحیث سجدت الملائكة لآدم، وحیث طرد إبلیس من رحمة لله وحیث نزلت الأنعام.

یا فخر من فھم أنَّ الحجَّ حُجة على عقل الإنسان، واتبع ملة إبراھیم حنیفا وتبع كل النبیین رعاة الأغنام.

یا فخر من فھم قصة نوحٍ والسفینة التي استعصى على نوحٍ فھمھا؛ فاختار أن یكون من الجاھلین یا فخر من میز بین أھله الذین كانوا أھلا للصعود معه وأھله الذین ما كانوا أھلا لذلك، وإنْ كانوا أقربَ أھله إلیه.

یا فخر من خَطا على خُطى أمیرة كل الأزمان ھاجر، فصعد الصفا والمروة، وتذكر یوم تلقى آدم من ربه كلمات فكانت لھه متابا و یا فخر من تطوف بین الجبلین وھو یذكر آباءه ذھابًا وإیابًا.

یا فخر من طاف حول أول بیتٍ وضع للناس ببكة لیكون لأول أناسٍ أمنا، ثم جاء إبراھیم فكان البیت لكل الناس مثابا.

ویا فخر من عرف أ نه إنما یسعى في وسط الأرض، وفي مركز تتقاطع فیه أقطار السماوات الأرض ویتوازن عنده الكون.

المراجعة الكاملة لاذان الانعام

تفاحة نيوتن

الملَّةَ الحنيفية

المصدر: كتاب آذان الانعام
الباب الرابع: جنة المأوى
المؤلف: الدكتور عماد محمد با بكر حسن