خلف السدة
خلف السدة
by Abdullah Sakhy
My rating: 4 of 5 stars

ملحمة عراقية غاية في الروعة والرومانسية والالم، تجسد فئة كبيرة تم أقصاءها وتهميشها بوحشية وظلم من قبل النظام العراقي.

أنها قصة نزوح بعض من أهالي الجنوب بالتحديد من محافظة ميسان او العمارة الى ضواحي بغداد حيث لم يكن يسمح لهم بدخول بغداد نهائيآ وكانوا يقطنون الاهوار الريفية.

سكنوا لسنوات طويلة في بيوت طينية وسقائف بدون أي خدمات وتحت ظروف قاهرة على أطراف بغداد، ومع ذلك لم تفتقر بيوتهم من الفرح والدفيء والحب بالرغم من الامكانيات البدائية وظروف الحياة القاسية.

ولاول مرة في التاريخ أهتم لهم حاكم العراق عبد الكريم قاسم رحمه الله ووعدهم ببناء مدينة ببيوت من طابوق ومدارس ومستشفيات وخدمات وشوارع مبلطة.

أحبوه كثيرآ وكانوا ينتظرون تحقيق مشروعه وحلمهم لكن فرحتهم تبددت بأنقلاب الحكم الذي بطش بهم وحشرهم في السجون والمعتقلات بدون أدنى سبب.

ثم تم ترحيلهم لتلك المدينة التي قاموا بأنفسهم ببناءها وبمقابل مبالغ مالية على عكس ما وعدهم الرئيس السابق بأنها مجانية وستسلم لهم بكامل خدماتها.

فكانت مدينة الثورة.

وما أدارك ما مدينة الثورة!.

تم تسوية بيوتهم القديمة وسقائفهم بالبلدوزرات والمكائن مع الارض مع جميع أحلامهم ومخاوفهم وحنانهم وغضبهم وأدعيتهم ومعاركهم.

“كانت البيوت تئن وتتطاير سقوفها، والسعف يطلق أزيزآ سريآ مكتومآ وهو يتلوى مهروسآ تحت العجلات العملاقة التي تطوية طيآ او تسحقه سحقآ”.

بقيت مدينة الثورة بعيدة ومغلقة عن بغداد ينظر اليها بعين ناقصة ومليئة بالاشمئزاز

لكن ذلك لم يمنع من أن يُعرف أهلها بالطيبة والصبر والعفوية والبسالة والكرم كبقية أهل الجنوب

وقد دفعت هذه المدينة فلذات أكبادها وأجمل شبابها الى حروب النظام المستهتر وكانوا دومآ في الخطوط الاولى اكثر من أي مدن أخرى.

للكاتب لغة وأسلوب تجعلك تعيش هذه السقائف بكل تفاصيلها وآلامها وعذوبتها.

Samara Nouri on Goodreads