كل يوم اسأل نفسي نفس السؤال.

هل ماتت؟

ماتت ..

مامعنى ماتت؟

أصرف فكري لكي لا يتخبطني الشيطان وأشطح بعيدآ بتساؤلاتي، أنجح فتعود اليوم التالي فأرجع لنفس السؤال وكل يوم أسترسل بفكري أكثر.

كيف تموت وهي حية للغاية، كل شيء فيها ينبض بالحيوية والحياة.

كانت تنتظر الشفاء ولم تكن تنتظر الموت.

الموت لايليق بها ابدآ .. الموت بعيد عنها وأن ماتت.

أعلم .. أنها سنة الحياة، وأنه أمر الله، وأنه لايليق بأي حبيب، وأني يجب أن لااتفوه بهذه السخافات.

ثم يلحّ علي السؤال.

ماذا أكون أنا أن كانت هي ميتة!.

كيف تكون ملامحي بدون كلمة امي .

كنت أناديها أمي وكنت أرى ضحكتها من وراء المحيطات والجبال وكنت أستمع لانفاسها التي تبعث الروح في نفسي المتعبة.

من أنادي بعدها؟ من يسمعني؟ من يعرفني؟ من أنادي.

أريد أن أحزن لرحيلك فلا اقدر.

أريد أن أبكي فتأبي عيني أن تخونها.

أريد أن أسكن لموتها فلا أجد مكانآ في صدري.

عليّ أن أعترف بأني معاقة نفسيآ بدونها ولايستوي الصحيح والعليل.

عيناها كان فيها الكثير من كلام تترجمه روحي في كل يوم ترجع اليّ عند تباشير الصبح وحتى الرحيل.

أعتذر لك عن وعودي الكاذبة بالشفاء والرجوع الى البيت.

سامحيني أن لقنتك الشهادة وانا أدعوك الى الموت.

أغفري لي أن أغمضت عينيك وأسدلت فوقك غطاء الموت.

يقولون لي أنك أرتحتي من رحلة شقاء وعذاب أليم .. وأنا من يريحني؟

لما لم تمت غرفتك وملابسك وأغراضك .

لما ينتظرك الصباح في كل صباح والليل في ليلة.

لما تأتي الطيور الى شجرتك وتغني وتصدح وتتزاحم بالغناء.

أن الحديث في أمر كهذا هذيان محموم لايدري ما يقول ولا يدرك ما حصل.

فهل يؤاخذني الرحمن بتلك التمتات التي تجرأت وخرجت دون أرداتي الى أوراقي.

ليس عتاب فلا تعاتبوني.

ولا أستنكار فلا تلموني.

أنما مشاعر روح مجروحة أخرجها الله الى الحياة من روح قالوا لي أنها رحلت.

ستنهال علي نصائح العباد والاصدقاء وكل تلك العبارات المستهلكة والرسائل الايمانية بالصبر والقدر والايمان والاحتساب والجنة وكل ما اؤمن به وأردده على مسامعي ليل نهار في كل دعاء و أنهيار.

يرفض واقعي غيابها فأنا وهم وسراب خارج دنياها.

ولازلت أبحث عنها في الوجوه والاماكن والاشياء.

وأرجع كل يوم لنفس السؤال.