في أستطلاع بسيط وسريع حول رأي القراء بالكتاب، سألت الاصدقاء اللذين يودون الانضمام الى صفحتي على موقع الكودريدز – Goodreads عن سبب قراءتهم للكتب وهو سؤال بسيط للغاية في شكله العام وأدعكم تقررون مدى عمقه في بعض الردود التي وصلتني من الاصدقاء على هذا الموقع والتي تدل على فكر ناضح ورغبة شديدة في الوصول الى شيء ما من خلال الكتب، هذا الشيء يختلف تعريفه وجوهره من أنسان الى آخر.

أني سعيدة للغاية بهذا الموقع وأجده الوحيد الذي يستحق المداومة والمشاركة لان جميع المشاركين لهم نفس الاهتمام التي محورها الكتب والقراءة والادب وعلى هذا الاساس يتواصل الجميع بمشاركات قيمة ومثرية، تجعل من مثلي يشعرون بالفرح والسرور بأن لازال في هذه الامة الجاهلة من يقرآ بنهم وجدية بعيدآ عن السطحية والغوغائية التي تشغل بقية المجتمع.

عبدالله:
كما قال العجوز ناكاتا الذي يستطيع محادثة القطط ويعجز عن القراءة: إن عدم القراءة يجعل الحياة صعبة.

خيري:
أقرأ لأن الكتاب هو البديل الإنساني لسخافات البشر.

محمد:
لأحيا.. لأنفض عن الروح تراب السبات والتيه ولأرى بعين الروح ما لا تراه عينا الوجه.

علي:
كي أتمكن من النوم، هذا أهم الأسباب.. يأتي بعد ذلك ما يمكن أن تمدني به القراءة من قابلية على رؤية الأحداث والقضايا من أكثر من زاوية كي لا يتم إقتيادي مع القطيع، وإن حدث وسرت مع القطيع، فعلى الأقل سيكون هذا الأمر بمزاجي وليس بسبب جهلي، ولكني أستبعد هذا الأمر ليس لكوني لا أحب القطعان، لكني لا أحب السير إلا كنوع من الرياضة، أما السير كنشاط إجتماعي فلا أحبه وأفضل الجلوس في إحدى المقاهي وإحتساء القهوة التركية السادة مع كتاب ممتع أجلس معه، ومن هنا نصل إلى السبب الآخر لحبي للقراءة.. القراءة في المقاهي فيها فوائد عديدة، أهمها البرستيج، وبعدها يأتي سبب جوهري هو كون المرء قد ترك بلده فهذا أمر يترتب عليه تبعات كقلة الأصدقاء في الغربة، أو بالأحرى قلة الأصدقاء الذين ممكن أن تجمعني بهم تطلعات واهتمامات مشتركة. أخيراً، مهنتي كصحفي، ودخولي مؤخراً إلى عالم الأكاديميا يتطلبان مني قراءة غزيرة في مواضيع قد تبدو للوهلة الأولى تقع تحت مجال بحثي واحد، لكنها في الحقيقة متشعبة وتشمل عدة مجالات كالسياسة والإعلام وعلم النفس والأدب والدين. شكراً جزيلاً.

محمد:
أول مادفعني إلى القراءة في صغري كان وقوع رواية ممتعة لدكتور نبيل فاروق في يدي، وكنت أهرب إليها لتنقلي إلى عالم آخر من نسج الخيال كلما قرأت فيها وفي مرحلة لاحقة ارتبطت عندي القراءة بمتعة إزالة الجهل، وإنارة ما أظلم من الحياة بسبب غياب ضوء المعرفة عنه، لذلك أصبحت أرى القراءة والكتب كبحر متسع اتساع الحياة، وبتّ أعلم علم اليقين أنه -مهما شربت منه – لن ينضب كما أنني لن أرتوي منه أبدا.

حمزة:
ربما دعى سؤالك هذا أهل الضفة الأخرى في أقاصي الغرب إلى الدهشة و الذهول، أما و أنا من أهل بني يعرب، و جذوري ضاربة في أعماق هذه الأمة فلا غرابة و لا عجب. إني، و بيدي كتاب، أكاد ألمس رائحة سؤالك هذا في أفواه الناس، أكاد أراه في أعينهم و أستشعره في حركاتهم .. “لماذا تقرأ” .. يلفظونها في تشدق و سخرية ربما وهمآ منهم بأنني لست إنسانا من هذا الزمان .. أو ربما هو شيء اخر .. أهم بإجابتهم .. أهم بالصراخ في وجوههم و أقول .. أقرأ لأعيش .. أقرأ لأحيا .. أقرأ لأفتح ذهني على الشرق و الغرب ليحصل على التهوية الضرورية فلا يتعفن .. أقرأ لأنه إريد بي القراءة .. أقرأ لأجعل لحياتي معنى. القراءة ليست اختيارا بل ضرورة. لكن و بعد صراع مرير .. ألوذ بالصمت و أكتفي بالإنسحاب. لماذا ؟ لا أعلم. أحيانا. تمر بي فترة من الزمن أتحسر فيها على ما آلت إليه القراءة في بلادنا العربية، و ما النا إليه نحن العرب من جهل و ضيق للفكر، أن تقرأ -ببلادنا العربية- هي أن تلصق بذاتك أحد الصفتين .. مجنون أو كافر. و تكيل لنفسك الضربات القاضية. كن عاملا وضيعا، كن حمارا أو بغلا، كن صرصارا، كن لاشيء و لكن لا تكن كاتبا أو مفكرا، أو أديبا. إني كلما تذكرت أني عربي، ألعن عروبتي كأنها علقة التصقت ببدني أحاول التملص منها، هل هو ضعف أم هي أنفة ؟ “لم أختر كثيرا عروبتي، لكنني اخترت أن أكون وفيا لها لا غير.” قالها صديقي. أملي بالمستقبل كبير رغم يقيني بأن هذا الأمل سيخيب.

فهد:
اااه ولهف نفسي،.،قرأت لنفس السبب الذي تصوف به المتصوفين..فالبحث دوماً عن من أنا ؟ إلى أين أنا؟ أين الله؟ لماذا هناك حياة ولماذا الجنة والنار؟ وأشهد أن لا إله إلا الله..وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً …قلبلاً رغما عن الوحى والقران.

أسراء:
حتى اكبر حتى اعرف نفسي اكثر حتى اجبر نفسي ان أخرج من القالب الذي تقولبت عليه ولا اخاف من الافكار والاشياء الي لا تتناسب مع هذا القالب وأقلبها بدماغي واكّون رأيي الخاص عنها.

أنفال:
ولماذا لا أقرأ ؟ فـالقراءه تضيف للإنسان حسداً كثيراً من أقرانه لازدياد كميّة الإنسان فيه ، وتجاوزهم بنموّه العقلي ، وستفقده القدره على إقامة العلائق الإجتماعيّة والتكيف مع الناس ، ستضيف له اغتراباً روحيّاً لا سيّما في المجتمعات الجاهلة.

رامي:
لأحيا بعقاقير الروح وهى الكتب.

باسم:
إستكشافا لعوالم أخرى و بحثا عن أحد صور الجمال و هو الكلمة.

زينة:
كانت اول كلمة أُنزلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. في قوله تعالى

{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5}

علم الانسان بالقلم مالم يعلم …وشاء الله أن يحمل كلامه المنزل على نبيه اسم القرآن ومن قرأ يقرأ قراءةً وقرآناً فهو قارئ.
القراءة امر رباني ودستور الهي… انها النبع الذي لا ينضب والنور المتدفق الذي لا ينطفئ.
جليس حميم وفي يجالسك في اشد الاوقات وحدةً .. لينسج لك حكايات الكون والماضي والحاضر ولا تكفيه الف ليلة وليلة
هي الوطن لمن لم يعد له وطن
وهي الافق الواسع والبصيرة النيرة والحس الحضاري والوعي المتقد الذي يثري الفكر ويرتقي به حيث المعنى الجلي الحقيقي للوجود والانسانية جمعاء
اسأل الله عز وجل أن يتم علي نعمة الفهم والادراك والبصر لاقرأ ..وأقرأ.. وأقرأ.

وأتمنى أن أستمع الى أرائكم أيضآ لكي أضيفها الى تلك الاصوات الجميلة التي أثرت هذه الصفحة وحياتنا المظلمة فلولا هؤلاء النفر لاندثر الكتاب وأصبحت المعرفة ذكرى قديمة لاوجود لها الا في أساطير الاجداد.