مستقبل الإسلام في الغرب والشرق
مستقبل الإسلام في الغرب والشرق
by Murad Hofmann
My rating: 4 of 5 stars

يتناول الكتاب بحثين لكاتبين ينتميان لتيارين مختلفين، يكتب كل منهما بحثه مستقلا عن الاخر ثم يعقب كل باحث عن مؤلف الاخر.

أما الباحث الاول فهو د. عبد المجيد الشرفي عميد كلية الاداب في جامعة تونس، حاصل على دكتوراه في قسم الشريعة بكلية الحقوق، من أصول يمنية عمل مدرسآ في جامعة الصنعاء، له العديد من المؤلفات في الفكر الاسلامي وتعدد الاديان.

والباحث الثاني هو د. مراد ولفريد هوفمان دبلوماسي ورجل قانون ألماني اعتنق الاسلام قبل ثلاثين سنة، عمل كخبير في مجال الدفاع النووي في وزارة الخارجية الالمانية ومدير قسم الناتو ثم سفيرآ في الجزائر حيث عاصر أحداث الثورة الجزائرية وتأثر بها، ثم سفيرآ في المغرب.

كان أسلامه موضع جدل بسبب منصبه الرفيع في الحكومة الالمانية، وله مؤلفات كثيرة ومميزة في الاسلام منها الطريق الى مكة، الرحلة الى الاسلام.

يبدو بحث د. عبد المجيد الشرفي منطقيآ وجذابآ ومبتكرآ للوهلة الاولى حتى يكاد القاريء يقع في منزلق صعب وخطير للغاية بعد ان يرفض العقل عقلانيته المجردة وتنفر الروح من هجومه العنيف على مسلمات وقواعد لامساس فيها عند عامة المسلمين.

أليكم ملخص الفكرين:

الدكتور عبد المجيد الشرفي

– يدعو الى تجديد الفكر الاسلامي والخروج من بوتقة التاريخ التي يتمسك بها المسلمون وتكاد تكون سببآ في جمودهم وانغلاقهم.

– أن مصير الاسلام رهين بالدرجة الاولى بمستوى المسلمين الحضاري.

– أن رسالة الاسلام غير مجافية لمقتضيات العقل والشعور والاخلاق في العصر الحديث.

– هاجم النزعة الاسلامية تجاه أضافة هالة مقدسة حول شخصية النبي وتمجيد مبالغ للصحابة ويشيد بقوة الى ضرورة أعادة فهم نصوص القرآن وتفسيره بفكر حديث بعيدآ عن الحقبة التاريخية السابقة التي كانت لها ظروف أجتماعية وسياسية مختلفة تمامآ عن واقعنا الحالي.

– ويرى الشرفي ان فترة الصحابة لم تكن هي الافضل وان فيها الكثير من عوالق البيئة الوثنية التي كانت سائدة في مجتمعهم قبل ظهور الاسلام، ويدعو بشدة الى أعادة قراءة الحديث النبوي حيث انها اعتمدت على النقل الذي شابه الكثير من الخلط بسبب طول الحقبة الزمنية والاحداث الجسام التي مرت بالامة الاسلامية خلال تلك الفترات.

– انتقد علم الكلام الاسلامي التقليدي وما يواجه من أزمة حقيقية في المصداقية.

– أن سلوك المسلمين اليوم ينفر الناس ولايرغبهم او يجذبهم.

– الارهاب وان لم يختص به الاسلام الا انه نتيجة طبيعية لمقولات شائعة في التنشئة والتعليم والدعوة بأسم الدين.

– المصداقية، وهي غائبة عن الاغلبية الساحقة من المسلمين بالاخص وانهم يحتلون أسفل الدرجات من حيث انتشار الفساد وانتهاك حقوق الانسان فضلا عن بؤسهم الاقتصادي والاجتماعي.

– كراهيته للواعظين والمفتين والعلماء وكأنهم جميعآ رجعيون بلا علم ولا أعتدال.

– الوعي بأن البناء القديم قد أعتراه الخراب من كل جانب.

– هجومه ضد الالتزام بهيئة وشكلانية معينة للشعائر الاسلامية.

– يبدو أن المؤلف راديكالي لايميز في حكمه بين العقيدة والعبادة والمعاملات حتى يتصور ان الصلاة يمكن تغييرها كما يهوى المرء تبعآ لظروفه وعصره مع أن النبي طلب من جميع المسلمين الالتزام بالطريقة التي علمهم أياها.

– وبذلك أصبح د. الشرفي على وشك ان يفكك دينه لصالح نموذج لاسلام مضيء بعيد عن الارهاب والرعب الذي التصق بأسمه، فلا صلاة خمس مرات ولازكاة الا للحكومة ولاضرورة لان يكون الحج في شهر ذي الحجة ولاصيام في بيئة صناعية وبأمكان المسلم ان يعوض عنها من خلال أطعام مسكين او أكثر غاضآ بصره بأنه ليس أستبدالا جائزآ الا لاشخاص لايقدرون على الصيام.

– يزعم أن من المستحيل توثيق حديث واحد فأنه يعني انه بعد تهميش أركان الاسلام والفقه الاسلامي فأن السُنة النبوية لاضرورة لها نهائيآ.

– يرى أن الاسلام ان يجب ان يتخلص من عقلية الحلال والحرام، وهو خطأ رهيب يجرد الدين من مضامينه الاخلاقية ويجعله مجرد تفسير فلسفي للواقع.

– أما رأيه في الطقوس والشعائر فكانت حادة وفريدة.

فهو يدعو الى عدم الالتزام بالشعائر الاسلامية بشكل حرفي نظرآ لتغير الظروف والاحوال وحسب ما تقتضيه الحاجة ويرجحه العقل في كل زمان، كما أدى الرسول تلك الشعائر حسب مقتضيات بيئته الاجتماعية التي سادت في ذلك الوقت.

وهذا أمر خطير للغاية ومساس بالاركان الاساسية للاسلام.

فالصلاة يمكن أدائها بالكيفية والطريقة التي تلائم ظروف المجتمع والانسان، وكذلك الحج فأنه يعيب على المسلمين الالتزام بوقت محدد للحج غير آخذين بنظر الاعتبار زيادة عددهم الذي صار أضعافآ مضاعفة عما كان عليه في صدر الاسلام.

-في نهاية طرحه توجه الى الظاهرة التي تدعو الى الاسى في الامة وهي أنشقاقها الى طوائف فيرى ان السنة والشيعة تباعدو كثيرآ عن بعضهم نفسيآ وعاطفيآ ورسميآ ولاهوتيآ وفلسفيآ مما يجعل التقريب بينهما غير وارد أطلاقآ الان.

ثم انتقد على وجه الصواب الوضع السياسي والعسكري والاقتصادي للشرق واوضح انه لايرى أي أمكانية أطلاقآ لدى الدول الاسلامية لتغيير هذا الوضع المحزن ليصل الى مستوى تحقيق الذات.

بناءآ على ماتقدم أعلاه فأن الدكتور الشرفي يؤيد لنمط أسلامي في ظل حكومة علمانية من الناحية الفكرية لضمان حقوق الانسان والتسامح الديني والمساواة.

الدكتور مراد ولفريد هوفمان

-يرى أن العالم اليوم أخذ يعود الى صفته الافلاطونية او الروحية البحته وبعبارة أخرى لقد عاد الدين كما يصرح.

– معظم الفلاسفة والعلماء وصلت الى الايمان بالله عندما بدأوا بهدف الانتقاد دراسة مقدرة الانسان على الادراك.

– الحث على عمل جماعي في تفسير مستقبلي للقرآن.

– أمكانية بروز مذهب سُني خامس يترعرع في أوربا والولايات المتحدة ناجم عن حاجة المسلمين الى أجابات سريعة تطرحها حقائق التقدم العلمي والطبي.

– أنفتاح الفلاسفة الغربيون مؤخرآ مثل غوته على الدين نتيجة تحررهم من وهم قوة العقل والتسليم بأن الكينونة كلها خفية عن الادراك، وأن التعبير عن الحقيقة يزداد صعوبة الى حد تفضيل الصمت.

– القناعة المتنورة لم تعد تؤمن بأن العقل والايمان والعلم والدين لايلتقيان.

– الحكومة الجيدة ضرورية لمصلحة البلاد.

– على العالم الاسلامي ان يعود الى تعليم الاسلام بوصفه طريقة شامة للحياة وحلقة روحية ترتبط بالخالق.

– يمكن تحسين وضع البلدان الاسلامية اذا ماشجعت مواطنيها في صنع القرار كما يأمر القرآن الكريم.

– تعتمد فرصة تفوق الطفل على التحدثات التي تطرحه أمه أمامه في الثلاث سنوات الاولى من عمره، فأن أراد المسلمون عقول جديرة بالفوز بجائزة نوبل فعليهم البدء بتعليم زوجاتهم فكريآ ومعنويآ.

– العمل على أزالة الآراء التالية التي انتشرت في الغرب بسبب التحاملات الهائلة
1- الاسلام لاينسجم مع الحداثة
2- الاسلام يحتقر المرأة
3- الاسلام ذو صلة بالعنف والارهاب
4- الاسلام مناهض للقيم الغربية وطريقة الغرب في الحياة
5- الاسلام غريب عن التراث الانساني المسيحي
6- الاسلام يدعو الى تطبيق عقوبات وحشية بأسم الشريعة

دور المسلمون في الغرب

أن المستقبل العالمي للاسلام مرتبط في أنحاء العالم بظهور دور المسلمين الغربيين والامل في أن تطور الجالية المسلمة الغربية مبادرة متألقة تؤثر على البلدان الاسلامية وتفيد الاسلام على الصعيد العالمي.

-على المسلمين المهاجرين الى الغرب التمييز بين مجموعتي الاحكام الدينية والتراثية التي يطيعونها طاعة عمياء.

– أن اللذين اعتنقوا الاسلام من الغرب مثلوا الاسلام دينآ أنزله الله على أساس القرآن والاحاديث الصحيحة بعيدآ عن أي صفة ثقافية او خلفيات تقليدية.

– هؤلاء المسلمين الجدد يشبهون المسلمين اللذين كانوا يلتفون حول النبي عندما اعتنقوا الاسلام، ليس لديهم مذهب.

– يستطيع المسلمين الشرقيين الاستفادة من هؤلاء القادمين الجدد ونظرتهم التي لم يعترضها عائق بعد الى النصوص.

-على المسلمين في الغرب أن يجدو أجابات في قضايا التكنلوجيا والطب التي تتسارع في الغرب قبل ان يعترف بها في الشرق.

– ظهور مجالس فقه في الولايات المتحده واوربا بما يمكن أن يقود الى ما يسمى بمدرسة الشريعة الاسلامية الغربية.

– أنتشار المؤلفات باللغة الانكليزية عن الاسلام في الكتب والمجلات العلمية التي لاتجد ما يناهضها في العربية مثل المجلة الامريكية للدراسات الاسلامية، مجلة اوكسفورد للدراسات الاسلامية، ومجلة مواجهات، ليس لكونها لغة سهلة التعلم فحسب انما بسبب تبادل الفكر الحر وغياب الرقابة في الغرب والتعبير بحرية.

– من النتائج المؤمولة لهذه التطورات هو أختفاء الجاليات المسلمة المختلفة عربيآ ولغويآ وظهور أمة عالمية حقآ غير منقسمة بين علماء الشريعة والانتماءات القبلية والحنين الى الاوطان الاصلية.

– ان هذا التطور سوف يؤذن بأنشار سريع للاسلام ونبوغ بديل في العالم الاوربي تختفي فيه المسيحية تدريجيآ.

-سوف تؤدي مثل هذه التطورات الى تبادل مثمر بين المسلمين في الشرق والغرب اذا اخذ بنظر الاعتبار الشرقيين هؤلاء الغربيين الجدد محمل الجد وليس كعائق للاسلام.

-على المسلمين ان يعوا ان الاسلام يستطيع العيش من دون خليفة مشترك، ولكنه لايستطيع العيش من دون أمة.

الكتاب يستحق القراءة بتدبر وروية وتفكير .. كنت اتمنى قراءة مؤلف الدكتور هوفمان وتعقيبه باللغة الانكليزية حيث أن الترجمة سيئة للغاية وأعتقد انها أثرت على المحتوى بالرغم من أهميته وحاجتنا الفعلية لافكار وطروحات معتدله ومنفتحة كرؤيته.

View all my reviews