سطام الكعود

الشتاء يلملم بقاياه ليرحل فالسماء الحزينة تارة تبكي فينهمل المطر غدقا وأخرى تشرق الشمس على أستحياء وأعرف أنها تبكي بصمت كما تبكي قلوبنا فالربيع الذي دلف الى عالمنا ما عاد ربيع الامس لان الزهور الجميلة التي جاء بها بأذن ربنا الرحمن الرحيم وأسراب الطيور المهاجرة حطت على شبابيك الدار فغنت وفرشت أجنحتها تسأل عن أصدقائها فوجدتهم قد رحلو وصار المكان خاوي يبكي أهله.

ولكم دندنت فلا مجيب سوى الصدى من الماضي القريب الذي صار بعيدا لتوه وصار رداء الربيع الجميل رداء حداد أبدي.

لم أنم اليل كنت أسمع ضحكتها مماراتها سخطها أعترضاتها وحنانها في كل زاوية في بيتنا الصغير حتى سجادتها التي كنت أرها شمسا تشرق في كبد كل ليل وهي تتلو صلاتها على معرفتها بزاوية معلومة من زوايا بيتنا الغريب والصغير والحزين.

لم أنم ولم أرغب بالنهوض لاجلس فأجد مكانها الخالي ونحن نفرش في كل صباح أفكارنا وفطورنا وأحلامنا وجدالاتنا التي ذوت وما عادت سوى أشلاء من ذكريات حزينة تاخذ مكانها في كل زاوية من زوايا حياتنا الحزينة والكئيبة.

في كل موقع وواقع من حياتنا أكاد أسمعها فابحث عنها بوجداني فلا أجدها سوى ماضي أغمض عينيه الى الابد.