مرة أخرى نلتقي ..
في عيد الام وعيد ميلادها.
كنت أشعر بقربك.
لكني اليوم رأيتك مرة أخرى.
بعد عشرين سنة ..

أمد يدي اليك لاصافحك وأسلمك ما تبقى من قلبي.
كبرت ولم يعد لقاءك يفعل ما فعلته في المرة الاولى.
وسأنتظرك متى ما أردت لقائي.
وسأعطيك برضا ما تريد أن تأخذ.
سأعيش بك ومعك لفترة طويلة وقد تكون ما تبقى لي.

أني مقبلة على أمر عظيم.
ولقاء عظيم.
وحزن عظيم.

لن يكون بعدها أنا.

حان الوقت لكي أودعها وأودع نفسي الى محطة موحشة.

كيف أودعها؟

بالله عليكم هل بينكم من يدلني على طريقة أودع بها نفسي!!!.

قولوا لي يا أهل الارض والسماء كيف لي أن أودعها.

أبدآ والله لن أودعها.

هناك أشياء في الحياة ترفض الوداع وترفض الموت وترفض النسيان.

أني أستودعها بعينيها الخضراوتين وأبتسامتها المشرقة وعربيتها المكسرة ومكتبتها وكل كتبها وأستقامتها وقوة شخصيتها وأناقتها وحبها للحياة وصراحتها وعظيم صبرها وقدرتها على سلب القلوب والانظار وتقبلها لكل قدر بجلادة وشجاعة.

أمي..

يا أول أسم تنطقه شفتاي.
يا عطرآ من مسك الجنة.
يا روحآ تسكن أحشائي.
يا ملاكآ يحرس أمني.
يا نورآ يملأ ظلمتي.
يا وجعا قصم ظهري.

أمي ..

ماذا أفعل؟

فراغ هائل يملأ الكون حولي.

تاهت كل المعاني ولم يعد لي قدرة أستوعب ما يجري، كل شيء غريب الوجوه والاسماء والمسميات حتى الهواء.

فليصمت قلمي ولتسكت كل الاصوات ليبقى صوتك وحده عبر الاثير حتى القاك.

لا أدري ما تحمله الايام وعزائي بأني لست لوحدي.