في داخل كل أنسان الكثير من الأماني والآمال، بعضها سهل المنال كالخروج في فسحة أو زيارة صديق أو تغيير قطع الاثاث في البيت، وبعضها يمكن الوصول اليه بالعمل الشاق والجهود المستمرة والارادة القوية والأيمان بتحقيقها، ولكن هناك أمنيات يتعسر علينا أدراكها ولا تطولها مقدرتنا ولكنها دومآ في أذهاننا لاتفتأ ان تخفتي حتى تظهر مرة أخرى.
تمنيت لو تختفي مقاهي الشيشة في كل البلدان العربية لأنها ظاهرة غير حضارية، وبرمجة ذهنية غير مباشرة للناشئين والاطفال، وأزعاج لمن يجلس على طاولة وعليه أن يستنشق الدخان بجميع النكهات من الشيش المجاورة.
تمنيت ان أحضر برنامجآ عالميآ مقتبس من برنامج عربي وليس العكس! البارحة شاهدت برنامج جديد على أحدى القنوات العربية وهو النسخة العربية للبرنامج الأمريكي الشهير “ذا داكتورز” بأطباء من الدول العربية ولكن بنفس الأسم وباللغة الأنكليزية!
تمنيت حصر محلات الأكل السريع الى عدد محدود جدآ، لترجع ثقافة الطعام البيتي في كل أسرة، وتتحمل الأمهات مسؤولية أعداد وجبة صحية وشهية لاتمحى من الذاكرة. لايستحق أولادنا هذه الوجبات الرديئة بسبب قلة الوعي و الأهمال.
تمنيت حاكمآ عربيآ شامخآ، مثقفآ، يصلح أن يكون قائدآ، في جميع بلداننا العربية والاسلامية، شبعنا وتشبعنا من ظلم الحكام وقصص فسادهم وماصرنا اليه بسبب خياناتهم واستسلامهم.
تمنيت أن يدمن الناس على قراءة الكتاب وحمله الى كل مكان كما هو الحال في الدول المتقدمة، وأن يحل محل ظاهرة الجوال المرضّية فيتفقد الكتاب كل دقيقتين بدلا من الموبايل، وان تنتشر المكتبات و محلات الكتب في كل مكان حتى يدمنها الناس وتصبح حاجة أساسية في حياتهم.
تمنيت أن يتابع أولادنا معنا أي مسلسل أو برنامج عربي، يستطيعوا فهمه والتفاعل معه كبقية أطفال العرب وكما كنا في بيتنا نتكلم ونتشارك جميعآ بنفس اللغة، يالها من ضريبة يدفعها كل مهاجر او متهجر وأقصد به الذي يسكن بلده ولكنه هجر أصله وتنكر للغته، وماأكثرهم اليوم في عالمنا المعلول.
تمنيت ان تعامل الهواتف الجوالة معاملة رخصة قيادة السيارة وما لها من شروط وجزاء، لاتمنح الا لمن يجتاز السن القانونية ليكون راشدآ ومسؤولا عن اختياراته وتصرفاته، وأن يعيش الأطفال والمراهقين حياة نقية من غير تشويش ولا تخريب.
تمنيت أن يعيش العالم بدون حروب ولامكائد ولاصراعات تفتك بالناس وتثير الاضغان وتملأ القلوب حقدآ وألمآ وحسرة.
تمنيت لو يتستطيع كل أنسان ان يعيش بوطنه كريمآ معززآ من غير هجرة ولا ترحال.
تمنيت ان يتعرف الناس الى خالقهم من غير جحود ولانكران.
طويلة هي قائمتي، قد تكون حلمآ أو نرجسية أو ضربآ من الخيال ولكن لن يستطيع أحد ان يمنعنا من التمني، “ولكل منالٍ غالٍ ثمن .. ولكل أمنية مبلغا وهدفا .. ولكل طريق اليها نتخذ سببا .. والى الله يرجع الأمر كله”