هناك أنواع من التنقيب منها التنقيب لاستخراج الاثار والتنقيب لاستخراج الذهب او النفط او المعادن او التنقيب لملاحقة أثار الانسان عبر العصور والتاريخ.
وأعمقها التنقيب الاثري في النفس الانسانية.
يحاول المنقب الاثري أن يجد أثار ماضٍ بعيد بأجراء تنقيبات عبر طبقات متتالية متعددة من الحضارات وقد يقع على سكين من القرن السابع عشر ثم يحفر طبقة أعمق فيجد مشطآ من القرن الرابع عشر وفي طبقة أعمق يجد أبريقآ من القرن الخامس.
هكذا يحفر المحلل النفسي بمساعدة مريضه في طبقات النفس الانسانية ليخرج منها التجارب التي سببت له يومآ آلامآ نفسية.
ذلك لاننا نحتفظ في أعمق أعماقنا بكل ذكريات الماضي مخبوءة.
فتعود وتصعد من هذه الاعماق الى وعي المريض تجربة مؤلمة حاول أن ينساها طوال سنوات لكنها ظلت قابعة في الاعماق تحدد وتحرك قدرات هذا الانسان.
ويجعل هذه “الصدمة” تنبثق من جديد في حقل الوعي وبتعبير آخر بوضعها أمام عيني المريض ليتمكن هذا الاخير من “تصفية حساباته” معها فيشفى.
أن وعي الانسان لايشكل الا جزءآ صغيرآ من النفس البشرية.
فما هو واعٍ هو كالجزء الظاهر من جبل الجليد وتحت سطح الماء – اي في اللاوعي – هناك كل ما لانعيه.
الشعور الباطن ثم اللاشعور .. الوعي الباطن ثم اللاوعي.
أننا نعطي أنفسنا كل المببرات لتبرير أفعالنا أمام أنفسنا والاخرين لسبب بسيط هو أنه من الصعب جدآ الاعتراف بالسبب الحقيقي.
في كل يوم نحن نتكلم بلغة مزدوجة.
أن زلات اللسان التي نقول فيها أشياء برئية تخون أسرارنا الاكثر حميمية ولا أحد يستطيع الافلات منها.
كانت هذه قراءة ملخصة في بعض أطروحات فرويد والغوص في أعماق النفس الانسانية.
من أقواله:
يكتشف المرء الحقيقة الكاملة من خطأ لآخر.
البشر أكثر أخلاقية مما يعتقدون وأقل فسوقا بكثير مما يمكنهم تخيله.
كل أشكال الحياة هدفها الموت.
يكون المرء في غاية الجنون عندما يحب.
غالبا ما تكون الأحلام في غاية العمق عندما تكون في غاية الجنون.
ليس بمؤمن من لا يعيش وفقا لإيمانه.
تفسير الأحلام هو الطريق الملكي لمعرفة أنشطة العقل اللاواعية.
ليس ثمة سلطة تعلو على سلطة العقل، و لا حجة تسمو على حجته.
نشعر بالراحة عندما ننظر إلى الزهور، على الرغم من إنها لا تمتلك عواطف ولا صراعا.
السؤال الكبير الذي لم يتم الإجابة عليه حتى أنا لم أتمكن بعد من الإجابة عليه على الرغم من تجربة ثلاثين عاما من البحث في “روح المرأة” ، هو : “ماذا تريد المرأة؟”
وهنا اتدخل واتمنى لو استطيع ان ارسل الى فرويد رسالة أوكد له فيها بأنه لو بحث ثلاثين سنة اخرى وفوقها اضعاف فلن يصل الى الجواب.
ليس لان المرأة مخلوق فوق الادراك.
ولكنه يبحث في روحها.
والروح سواء كانت لامرأة او رجل او اي كائن حي سر من اسرار الله وحده.
“ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا”.
فأمر الروح يظل أمرآ يمكن ان نتدبره ولكن لن نعلم عنه الا القليل.
اما المرأة كأنسان ومخلوق فلا أعتقد انها تريد اكثر مما يريده الرجل نفسه وهو ما اراده الله لكليهما وعنه يبحث الاثنين الى يوم الدين.
السكن والاحتواء.
بكل بساطة وكثير من العمق.