ليست طبعآ تلقائيآ ولا جينات وراثية و أستبعد أن تكون خلقآ فطريآ.
يتسلل العمق الى الانسان بهدوء وعبر وقت ليس باليسير تتخلله الكثير من التجارب والاحداث والمطبات والتغيرات الفسيولوجية والتحولات الجذرية التي غالبآ ما تتمحض عن شخصية عميقة وجذابة.
فنسمع الناس يقولون فلان عميق او فلانة عميقة.
هؤلاء عادة أشخاص منفتحين جدآ بقلوبهم وبصيرتهم، لايجدون حرجآ من تبني أفكار جديدة والتعرف الى أجناس مختلفة جريآ وراء المعرفة وبحثآ عن حدود أخرى للحقائق لانهم ابدآ لايعرفون الوقوف عند حد واحد.
حساسيتهم الشديدة تجاه تفاصيل الحياة الدقيقة تجعلهم يضربون في أعماق الارض والكيان الانساني.
لايقرأون السطور كما يفعل الباقين وأنما يبحثون عن المعاني العظيمة خلف الكلمات و من بين ركام الاحداث.
تؤلمهم الاحداث اليومية ولاتمر عليهم مرور الكرام، فيعيشون كل المآسي والاضطرابات بأحساس عميق وشعور مرّ بالخيبة والجمود.
همومهم كونية وليست شخصية، أكبر بكثير مما يتحمله قلب رقيق وأمكانيات محدودة.
يغلب عليهم الصمت وأن قالوا سكت الاخرين اما دهشة او أعجابآ او أستنكارآ او ذهول.
لاتخجلهم الدموع ولايتورعون في الدفاع عن الحقيقة بكل جرأة وبسالة.
منبع قوتهم وعمقهم الايمان الشديد بالخير أيآ كان مصدره الهيآ او روحانيآ او علميآ، فقد وكلّوا أنفسهم من أجل الحق وأستهجان الباطل.
تدهشك رقتهم وجمال سريرتهم اذا استطعت الوصول الى تلك الاعماق وتخطيت حدود ملامحهم الساكنة.
تحسبه جبارآ وهو لازال هشآ كالطفل بهيئة رجل او أمرأة.
من أعظم نعم الله أن يمنّ الله عليك بصحبة أحدهم لانه سيأخذك الى أبعاد أخرى ومساحات لم تكتشفها في نفسك والحياة.
هؤلاء لايعرفون المصلحة ولايدينون بدين الفردية الانانية.
ولكنهم ايضآ حذرين للغاية حريصين على رسم حدود يصعب تجاوزها والدخول الى قلاعهم المحصنة.
تأسرك سماحتهم وصراحتهم وبساطتهم في التعامل مع الكون والاشياء.
أحتياجاتهم ليست بالكثيرة ولكنها مميزة لاتشبه مطامع العوام وطموحاتهم.
واذا كان لي أيجازهم بكلمة واحدة فسأقول بأنهم النبلاء.
وعندهم تقف كلماتي قاصرة وشهادتي غير منصفة مع أحساس عميق بالعرفان والامتنان.