المياه كلها بلون الغرق by Emil Cioran
My rating: 4 of 5 stars
لولا فلسفته الفكرية ولغته المتفردة لما قيمت الكتاب وما كنت لاكمله .. كم هو مؤسف ان يوهب الله العبقرية والموهبة والاحساس لمن يجحده ولايستطيع ان ينظر الى نفسه ليعرف خالقه.
مع اني على قناعة تامة بأننا غير مخولين في الحكم على البشر وايمانهم وكفرهم وماتنطوي عليه قلوبهم فهو امر رباني بحت لايخوض فيه الا جاهل او سفيه.
ماحصل في اوربا في العصور الوسطى عندما غرقت بالدم والظلام والقهر بأسم الكنيسة والقديسيين كان له اثر واضح ليومنا هذا على تلك امة .. ولااجد حالنا اليوم افضل منهم بما يدور ويحصل بأسم الدين!!
فلسفته كأنسان وفي الانسان عميقة للغاية تكاد تصرخ بكلمات تقطر دمآ عذابه وآلامه والشكوك التي سيطرت عليه.
اترككم مع بعض روائعه
ثمة اكثر من علامة تنذر بهيمنة الهذيان
تحت كل “اعمال كاملة” يقبع دجال
على المتشائم ان يخترع كل يوم اسبابآ اخرى للاستمرار في الوجود .. انه ضحية من ضحايا معنى الحياة
الوجود الحقيقي وحدهم من يملكونه اولئك الذين لم تنكبهم الطبيعة بأي موهبة
لاخلاص الا في محاكاة الصمت .. نحن جنس موثوقون كيميائيآ الى الكلمة
خدعة الاسلوب .. اعطاء الهموم اليومية مجرى غير مألوف .. تجميل المتاعب التافهة .. تأثيث الخواء .. تحقيق الوجود بواسطة الكلمة
كان موهوبآ الا انه نسي تمامآ ولم يعد يهتم به احد .. ذاك هو العدل .. لانه لم يتخذ الاحتياطات الكافية كي يساء فهمه
بدون شكنا في انفسنا تغدو شكوكيتنا كلمة ميتة .. حيرة مبتذلة .. مذهبآ فلسفيآ
احلم بعالم نموت فيه من اجل فاصلة
كم احب اصحاب عقول الدرجة الثانية .. الذين عاشوا في ظل عبقرية الاخرين .. لفرط رهافة شعورهم .. وامتنعوا عن عبقريتهم الخاصة لخوفهم من ان يكون لهم شيء من العبقرية
لاأسلوب مع اليقين
الانشغال بتجويد القول من مميزات الذين لاينامون على عقيدة .. انهم يتعلقون بالكلمات تلك الشبيهة بالواقع في غياب الارضية الصلبة .. فيما الاخرون الاقوياء بقناعاتهم يهزؤون بمظهر الكلمات ويسترخون في الارتجال
حذار ممن يعرضون عن الحب والطموح والمجتمع .. فلا شك انهم سيثأرون لتخليهم عن ذلك
لايعتني بالامثال والاقوال المأثورة الا من عرف الرعب وسط الكلمات .. والفزع من التداعي مع جميع الكلمات
الكابوس هو الطريقة الوحيدة للوعي
ان تكون انسانآ حديثآ هو ان تبحث عن عقار لما افسده الدهر
حولت افكاري الى غبار للمزايدة على الوعاظ الذين لم يعلموني غير تفتيتها
بحذر شديد احوم حول الاعماق .. اختلس منها بعض الدوار ثم انفلت مثل لص الاغوار
أكثر من مرة حدث لي ألمحت خريف الدماغ .. نهاية الوعي .. المشهد اﻻخير من
العقل ..ثم اذا نور يجمد الدم في عروقي
الواقع يصيبني بالربو
بالمقارنة مع الملل الذي ينتظرني يبدو الملل الذي يسكنني فوق طاقة اﻻحتمال بدرجة ممتعة الشئ الذي يجعلني اتجه خوفا من فكرة ان استنفد رعبي منه
ﻻتقان الحزن تلك الحرفة اليدوية المتعلقة بما هو ضبابي .. بعضهم يحتاج الى ثانية وبعضهم يحتاج الى حياة كاملة
ﻻبد لكل رغبة من ان تلتقي اجلا أم عجلا بذبولها حقيقتها
اذا حزنت مرة دونما سبب فثق انك كنت حزينا طيلة حياتك دون ان تعرف
المياه كلها بلون الغرق
عبثا يبحث الغرب عن طريقة للاحتضار ﻻئقة ماضيه
انكب الشرق على الزهور والزهد وها نحن نعارضه باﻵﻻت والجهد .. آخر انتفاضات الغرب
كم هو محزن ان نرى امما كبيرة تتوسل قدرا اضافيا من المستقبل
عصرناسيكون موسوما برومانسية معدومي الجنسية بل اننا نرى منذ اﻻن عالما يتشكل حيث ليس ﻻحد الحق في ادعاء المواطنة
في كل مواطن من مواطني اليوم يكمن غريب قادم
بمعاشرة الفرنسيين نتعلم كيف نكون تعساء بلطف
نحن دمى متحركة واعية صالحة فقط للتهريج امام ما ﻻ علاج له
الغرب ممكن ﻻ غد له
كل من استطاع من غير قصد أو من عدم كفاءة اعاقة البشرية ولو قليلا عن التقدم هو صاحب يد بيضاء على البشرية
من أين جاء رعبنا من الزاحف؟ اﻻ يكون من خوفنا من اغواء أخير .. من سقطة وشيكة ﻻ قيام بعدها تجعلنا نفقد حتى ذكرى الفردوس؟
بعد ان تبحث عبثا عن وطن يتبناك .. تنكفئ على الموت .. لتستقر اخيرا كمواطن في هذا المنفى الجديد
من لم يذق اﻻهانه ﻻيعرف معنى الوصول الى آخر مراحل الذات
مادمنا على سطح كوكب يؤلف مرثيته .. فليكن لنا من الحياء ما يكفي كي نتصرف كجثث لطيفة
شئنا أم ابينا .. نحن جميعا محللون نفسانيون .. مغرمون باسرار القلوب والسراويل .. مولعون بالغوص وراء الفظاعات
كلما عاشرنا البشر أسودت افكارنا .. فاذا عدنا الى عزلتنا بحثا عن النور وجدنا في العزلة الظلال التي افشتها تلك اﻻفكار