في سماء تويتر طيور لاتشبه الطيور.

يقولون انه افضل موقع تعارف وتواصل اجتماعي على الانترنت .. انتشر بسرعة كالنار في الهشيم وأشتهر في البلدان العربية بشكل عام وفي السعودية بجدارة وبشكل خاص كما تشير الدراسات والاحصائات.

كان لي مكان فيه لبضعة اشهر بدت كانها سنين طوال لكثرة ماعرفت وقرأت وغردت.

رسائل قصيرة وكلمات مختصرة تهطل كالمطر على أرضك فأما ترويها وتحيلها واحة خضراء او تغرقها فتتركها حطامآ وخراب.

ولاننا مجتمع الغموض والسرية والوجوه والمتعددة، فكان لابد من الاختلاط بفئات وافراد بلا هوية وافكار وايدلوجيات وثقافات متعدده لاحصر لها .. بعضها كقوس قزح بالوانه واطيافه له بصمة مميزة وحضور خاص .. وبعضها سلبي ومؤلم وقد يكون سمآ قاتلا في نشر الفتن والكذب والكراهية والعنف بين الناس.

ويبقى الوعي الفردي والخلق الرفيع الفيصل  الحاسم في التعامل مع هذه التقنية فهي تختلف عن وسائل الاتصال الاخرى، الجميع يستطيع الاطلاع على محتوياتك ومتابعتها بشكل متسارع ومن جميع انحاء المعمورة .. ويبقى القرار لك في اختيار من تتبعهم والسماح بنشر افكارهم على صفحتك والتواصل معهم.

اُتهم بانه موقع خاص للفاضين والمسطحين!.

قد يكون رأيا صائبا يتحمل المستخدم مسؤوليته كاملا ، بخياراته الشخصية وطريقة استخدامه للموقع بعيدآ عن تويتر كأداة ..

على العموم لااتفق مع هذا الرأي بتاتآ ..

يستخدمه البعض بسذاجة وسخافة في وصف مزاجه واحواله  واوقات نومه وتقرير مفصل عن تحركاته ونشاطاته الآنية والمستقبلية التي لاتهم المتلقي ابدآ ولاتضيف اليه الا مزيدآ من وجع الرأس والتشويش.

وعلى الطرف الاخر هناك من ينشر الحكمة والمحبة والتسامح والفن والادب والمعرفة بكل اشكالها.

منهم من حمل هم الامة على عاتقه فتبنى مسؤولية نشر الوعي الايجابي والثقافة الحية والافكار البناءة لخلق مدينة فاضلة والاخذ بيدها الى العلياء مرة اخرى عبر هذه الوسائل الحديثة التي تتيح الوصول الى شرائح متعددة من المجتمع والافراد الغافلة والغافية في سباتها.

يقول الإعلامي د. محمد سالم الغامدي في تغريدته: كم أتمنى أن نستخدم منبر التويتر للتغريد كما هو الاسم، والتغريد كما نعلم غالباً ما يكون صوتاً جميلاً وجاذباً ولا يستخدمه البعض للنعيق أو النهيق.

لقد ضاعف توتير قدرتي على القراءة والكتابة من خلال المتابعات والمشاركات.

كما انه جعلني في قلب الحدث بعد ان هربت منها في الواقع ومن كل القنوات الاخبارية المرئية والسمعية ولكني اجبرت ان اعيشها واتفاعل معها في تويتر بالرغم من حرصي الشديد في تجنبها بالاخص الامور الدينية والسياسة.

ويبقى لكل هدفه وغايته في تويتر ..

هدفي كان التركيز على نشر ثقافة معينه اعتنقها واؤمن بها بقوة وشفافية من دون ستار ولا مقدمات من خلال قرءاتي ومطالعاتي وكتبي ومدونتي واسفاري وتجاربي في الحياة.

فلما شعرت بأنها باتت تطغي على وقتي وتؤثر على حياتي وبقية نشاطاتي انسحبت بلا تفكير ولاوداع كي لااضعف وارجع في قراري.

فهي ادمان ان لم ينتبه التويتري ويتدارك الامر قبل ان تفلت زمام الامور من يده ويقع في المحظور من الفتن والقلاقل وضياع الوقت والحال.

هناك دراسة قامت بها جامعة يوث الأمريكية، تقول: “إن إدمان التويتر أشد خطراً من إدمان السجائر والكحول!! وأؤكد لكم أنه بعد فترة سنسمع عن العديد من الأمراض التي سيسببها التويتر أهمها الاكتئاب”.

وكان لابد من كلمة اخيرة في تويتر بعد الوداع ..

فأني ادين بالشكر والعرفان لكل من كان معي في ذلك العالم الصغير من المثقفين والاعلاميين والموهوبين والمحبين والمتابعين المخلصين.

الى اروع الاصدقاء والمقربين ..

لقد نشرت اكثر مما تفاعلت .. اعترف

ومع ذلك فقد اعطيتموني بسخاء وكرم الكثير من الحب والثقة والامان، بصمت ومن دون كلام.

تبقى محطة من اجمل محطاتي .. تقاسمنا فيها الحلو والمر الفرح والحزن الشد والارتخاء البرد والحر الشرق والغرب الليل والنهار.

اشياء كثيرة جمعتنا .. الكتب الكلمات القصائد الحكايات الاخبار الانغام البوح التأملات وأسمائنا.

وعلى امر واحد افترقنا.

الامل .. الذكرى .. واللقاء.

أول تغريدة لي كانت في يوم الجمعة مايو 25، 2012: مااجمل ان نستفتح يومنا بطاعة المولى لنشعر ببرد الرضا وأنس المحبة والرعاية الربانية .. جمعة طيبة.

تغريدة تأثرت بها: سأظل مناصرآ للظالمين لانفسهم حتى ترتقي ألفاظهم غير المهذبة لمستوى نفوسهم الطيبة – د. طارق الحبيب

تغريدة أعجبتني: لمن لا يعرف حسن المنطق من بلدي أقول – استر علينا الله يستر عليك – وابتعد عن التواصل رجاء – عبدالله بن سعيد تغريدتي الأولى والأخيرة.