على عجالة أكتب هذه الاسطر قبل أن يتغير رقم السنة في الرزنامة ومفكرتي، وليس عندي أي نية في النظر الى الوراء واسترجاع ما حدث.
أريدها أن تذهب بلا رجعة ولكني اعرف بأني لن استطيع أن أبارح أعتابها وسأبقى عالقة في اطلالها ما حييت.
لم يعد هناك ما أودع ولاشيء لاستقبل.
ثم سرحت بعيدآ كعادتي ورأيت أشياءآ كثيرة ذهبت من دون وداع.
دومآ أحببت الازياء والاناقة الحادة والتفرد في أنتقاء ملابسي ولكنها ابدآ لم تكن مبتذلة او رخصية بالرغم من حرية المجتمع الذي أعيش فيه الا أن للاناقة عنوان لايمكن أن يختلط بما يلائم الفنانات والراقصات وفئة معينة لها ازيائها الخاصة.
اليوم أرى الجميع في زي موحد وهو زي تلك الفئة وحتى المحتشمات في البيئة المحتشمة يتحولن الى نفس الفئة.
أمور كثيرة أندثرت تحت ركام الفوضى الاخلاقية التي أكتسحت كوكبنا كعاصفة سوداء يصعب تمييز ما مات منها وما بقي حيآ.
تتغير الاجيال وخصائص المجتمع عبر السنين وهذا امر لا مفر منه، ولكن لهذا التغيير قوانين وسنن تختلف من بلد لاخر حسب المنطقة الجغرافية والبيئة المناخية والعادات الشعبية، ولم يكن بالحسبان أن تتوحد هذه التغييرات فتصبح واحدة في كل مكان لا يميزها الا اختلاف اللغة والعرق واللون.
كل شيء مصطنع حتى العيون التي كنت أرى من خلالها الارواح، تحولت هي الاخرى الى زجاجة مخيفة أتحاشى النظر اليها كي لا أتحول الى جماد.
أبحث عن الاحياء بلهفة وأتلفت في كل مكان عليّ التقي بأحد، لكن غالبآ ما تبوء محاولاتي بالخيبة والفشل فأعود أدراجي لاأحمل سوى أفكاري ودفتر ذكرياتي وبعض الصور.
وعلى عادة من يكون لهم خطط جديدة وهمم جديدة وثوب جديد للسنة الجديدة.
فأنا أيضآ عندي قائمة طويلة من الخطط والبرامج والامنيات التي لا علاقة لها بالسنة الجديدة والقديمة ولكن لهذه السنة بالذات قررت أن ألتزم بخطة واحدة ستساعدني كثيرآ على تحقيق بقية مشاريعي وأحلامي.
النسيان
على العموم كثير منكم قد دخل جو الاحتفال ولا اريد أن أفسد عليكم فرحتكم وأن كانت مجرد وهم وسراب برؤيتي.
سعيدة لكل من يشعر بالسعادة صدقآ او كذبآ، و دعواتي لكل من منعه الموت والحزن والالم والمعاناة والظلم بأن يرسم ابتسامة باهتة لاستقبال السنة الجديدة.