كل جمعة نقرأ سورة الكهف كما لو كانت أجندة عمل لاسبوع جديد، بأعتبار الجمعة أو ل أيام الاسبوع في التقويم الاسلامي وليس نهاية عطلة الاسبوع!.
عدد ﻻيحصى من الاعمال والتوصيات والتذكير والدروس والعبر.
أتذكر عندما أراجعها بأن واقع الحياة المرّ الذي نعاصره ليس أستثناءآ ولا أمرآ مستجدآ، أنما هو تاريخ قديم يعيد ويكرر نفسه بأسماء جديدة ووجوه أخرى.
الفتية أصحاب الكهف هم أبطال السورة ومعناها العميق، تشعر بتعاطف وألفة شديدة معهم وقد لجأوا الى ذلك المكان، ليس هروبآ وأنما خوفآ على أيمان لم يزل عوده أخضر في صدورهم.
أنها أستراتيجية الانعزال في الوقت المناسب والمدة المناسبة.
هناك يكون ذلك الوليد في حاضنة آمنة بعيدآ عن القرية الظالمة وأهلها المفسدين وضوضاءهم وأضوائهم المضللة.
أستراتيجية يفتقدها الكثير ويبقى عالقآ في عالم الهرج تمتص طاقته وتشوش فكره فيقع ضعيفآ مكسورأ لايدرك عدوه ولايدري من الذي هزمه.
في كل مرة تغلبني الاحداث والاخبار، ترجع سورة الكهف فتعيد لي توازني وتمحو آثار التشائم الذي تثيره النشرات الاخبارية والاحداث اليومية.
تؤكد لي بأن أمتي حية لاتموت وأن طال سباتها، وأن الذي بعث الفتية بعد أن أماتهم ثلاث مائة عام وأزدادوا تسعا سيبعثها بعد أن تحيا القلوب وتجد ضالتها.
تتركني في كل أسبوع مع أعظم وصية وتلح عليّ بألتزام الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي، ففي غفلتهم غلبة الهوى والوقوع في زخرف الدنيا وزينتها.
ثم تدفعني بقوة من خلال رحلة مشوقة لسيدنا موسى والعبد الصالح الى العلم والعمل لكي ينضج أيماني ويبلغ ذروته عندما يصير سلوكآ بديهيأ ووعي شامل وأسلوب حياة يومي.
أن النجاح يحتاج الى أنطلاق وحماس متوازن من دون أندفاع ولا عواطف فائرة، يحتاج الى رؤيا بعيدة تستمد واقعيتها من قراءة ما بين الاحداث والتحليل المنطقي.
فأن نسيت في خضم حماستي وأنفعالاتي، وفي الغالب سأفعل، فلا بد من الدعاء وذكر الله.
لابد من التوقف وتخفيف سرعة الانطلاق والدعاء عسى أن يهديني ربي لاقرب من هذا رشدا.
في المحطة الاخيرة عند ذي القرنين تكتمل الصورة او الدستور.
حيث يفرض القانون سيادته من خلال قائد أكتملت فيه كل مستلزمات التحدي والعدل والايمان، تمهيدآ لبزوغ حضارة جديدة أساسها الايمان والعمل الصالح.
في كل جمعة يذكرني هذا النص القرآني بتلك الخطة الستراتيجية وقائمة الاعمال فلا أتهاون ولا أغفل.
في كل جمعة تعيد عليّ أمكانياتي وقدراتي لانطلق وأبلغ الهدف.
في كل جمعة تحفر في قلبي وعقلي وكياني العمل الصالح لاشيء سوى العمل الصالح ثم العمل الصالح.
هكذ يخرج الايمان من الكهف راسخآ ناضجآ كاملا مبنيآ على العمل الصالح.