جدّف عندما تكون على قمة الموجة فقط.
قاعدة أساسية يمارسها محترفي ركوب الزوارق أساسها التعاون مع التيار وعدم مقاومته عندما يكون الزورق في قاع الموجة وحوافه مغمورة بالماء، فالتجديف في تلك الحالة ضياع للجهد والوقت واحيانآ للحياة. .
حتى اذا ما خرجت الحواف من الماء وصار النظر الى الامام ممكنآ وصار الزورق في قمة الموجة فأن أي حركة صغيرة لمجداف الزورق كافية لتصحيح المسار او تعديل أتجاهه.
فأذا أسقطنا هذه القاعدة على بحر الحياة الهائج والمتلاطم فأنه لانجاة من الغرق والارتطام الا بأحتراف ركوب الامواج.
بمعنى آخر “القدرة على الوقوف بثبات تام في وسط حطام عالم يتحطم” كما يقول المعلم الهندي برمهنسا يوغانندا.
عندما نكون في قاع الموجة فأننا سنكون تحت تأثير الاحداث والاقدار حتى آذاننا وأي تصرف سيكون مجرد تخبط بين جنبات القلق ومزيدآ من التوتر والارهاق النفسي والذهني.
في ذلك القاع الرؤية مشوشة والعقل مضطرب والمقاومة غباء.
في ذلك القاع لاشيء سوى الانتظار.
مع أن الانتظار مر وصعب ولكنه المنفذ الوحيد للوصول الى القمة.
قاع الموجة قد يكون فقد عزيز او تعثر في الوظيفة او خسارة صديق او أزمة مالية او حرب شعواء.
في ذلك القاع ألتزم الهدوء وأستعد وأنشغل بأعمال صغيرة وعادية.
حتى تأتي الموجة التي تنتظرها فتأخذك الى فوق حيث يمكنك أن ترى الى أين تتجه، عند ذاك ستكون كل ضربة تجدف بها قوة مضاعفة وهائلة.
لاأحد وحتى الانبياء والاصفياء يستطيع بلوغ القمة دون المرور بقاعها.
لكن كثير من الناس من يضيع الفرصة ويبقى في تلك الدوامة مستميتآ في مقاومتها بدلا من التعاون معها للخروج منها.
نافذة الخلاص تختفي بين أمواج التحديات، ما عليك الا أن تتوثب كالنسر لتنقض على الغنيمة في اللحظة المناسبة بثقة وعزم.
الشرط الاساسي للمشاركة بهذه اللعبة هو النظر بدون أفكار مسبقة ولا أحكام مظلمة.
يمكنك رؤية كنوز جديدة بعين مشرقة وبصيرة غير منحرفة.
تقول أحدى الحكم الصينية المنسوبة الى جماعة الزن:
أذا أردت أن يظهر الطريق المستقيم أمام عينيك فلا تفكر فيه ولاترفضه.
في عالم مفتون بالاحداث والصور عليك أن ترتفع بمنظورك فوق الاحداث الى آفاق أوسع من الزمن والافعال.
كي تستطيع أستقراء الاحداث بترو والتصالح مع الاقدار والتنبؤ بما وراءها.
أن ما يبدو لنا كارثة قد يكون بداية لحضارة أندلسية او عهد مضيء او عالم نوراني او ولادة جديدة.
يمكن أن يكون مصدر سعادة متخفيآ بثوب أسود وأحداث قاتمة.
خذ نفسآ عميقآ وأسأل نفسك بثقة وأيمان، ماذا بعد تلك الاحداث المؤلمة؟
سيبهرك الجواب بشيء فوق الادراك.