سمارا نوري
طالما كنت من المدافعين عن الاعتدال ونبذ التعصب والرجوع الى أخلاق الاسلام.
رفضت الانتماءات القومية والطائفية والحزبية بكل أسمائها وشعبها.
آمنت بعروبتي وأسلامي وتركت مادونهما خارجآ.
اليوم أعلن برائتي من هذه العروبة المصطنعة التي أثقلت كاهلنا ولم تجلب لنا سوى الخزي والعار.
كنت أسخر من الجنسية الغربية والوطن البديل واللغة الاجنبية فأذا بها أعز وأشرف من العروبة.
قد تستغربون هذه المقدمة ولهجتي المريرة.
نعم فهناك قصة أليمة ومحزنة تضاف الى تاريخ العرب المخزي الذي أبتلينا بقوميته.
في نهائي كأس الخليج الذي سيكون اليوم المصادف الثامن عشر من يناير لعام 2013 بين العراق والامارات توجه الاف العراقيين من كل أنحاء العالم الى المنامة ليس لتشجيع الفريق العراقي فحسب وأنما للشعور بذلك الانتماء الذي أغتصبه العالم كله منا وحرمونا من ان نكون أحرارآ في بلدنا وأختلقوا القصص والحروب وكل أنواع الجرائم الانسانية والكونية لأبادة شعب تميز بالعلم والثقافة والادب بأسم الحرية والديمقراطية.
علماء ومثقفين وأصحاب عقول وشهادات عليا وأفراد لايعترفون بالهزيمة ولاترهقهم الصعاب ولاتثنيهم المصائب صاروا يعملون هنا وهناك في كل انحاء الكرة الارضية كمواطنين من الدرجة الثانية و العاشرة او بلا درجة!!.
تجمع الكثير منهم اليوم في مطار المنامة على أمل في اللقاء مع العراق.
أطفال وشباب ولدوا وتربوا في المهجر لم يروا في حياتهم العراق يومآ، أتوا الى المنامة في أول لقاء حميم ووطني مع العراق على أرض المنامة.
فكيف أستقبلتهم المنامة!!!.
أحتجزتهم في المطار لساعات بلا أدنى تقاليد ومتطلبات الضيافة وكأنهم متهمين سياسيين صغارآ وكبارآ تهمتهم الاساسية والوحيدة انهم من العراق.
بعضهم قضى اكثر من 24 ساعة بلا طعام ولا منام.
من أمريكا، نيوزيلندا، لندن، النرويج، أستراليا، السويد، دول الخليج ومن العراق وكل أنحاء العالم تركوا بيوتهم وأشغالهم وقومياتهم وانتمائاتهم وافكارهم ولم يحملوا في صدورهم الا أسم العراق.
فأبت الحكومة البحرينية الا بالاساءة اليهم وأرسالهم في طائرات خاصة الى من حيث أتوا بعد ساعات طويلة في المطار وقريبآ من وقت بدء المباراة!!!!!.
شكرآ لك يابحرين ..
شكرآ للخليج ..
شكرآ للعرب ..
لستم بغرباء عن الكرم والنخوة والاصالة.
أفضالكم على العراق وأهله لاتنسى وقد أضفتم اليوم الى رصيدها المزيد من الكره والحقد والتفرقة.
لو كان العراق حرآ ماتجرأ احدكم ولا العالم كله على ماتفعلون.
ولكنه أسير مجروح مطعون في الصميم.
لك الله ياعراق
لك الله يابلد الاشراف
لك الله ياأرض الحضارات
سيكتب التاريخ أفعالكم وسترتفع أصوات المظلومين عالية في السماء تطالب بالعدل والحق وعزائنا بأن لنا رب لاينسى ولايغفل.