الكاتب: أنسانيون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم سادتنا الكرام ورحمة الله وبركاته
لعله من الصعوبة بمكان مخاطبة النخب العراقية المتعددة المشارب والاتجاهات لكنها حتما تتساوى في شي واحد هو حب العراق والسعي من اجل مستقبل أهله والعاقل هو من يبحث عن المشتركات حتى يمتلك لغة موحدة للخطاب مع الآخرين لا أن يفرق ما اجتمع تحت أي مسمى وعنوان ,وهذه القضية لم يفطن لها الإسلاميون في العصر الحديث حينما وسعوا دائرة الكفر والارتداد وضيقوا دائرة الإيمان في مخالفة صريحة للنصوص الدينية الشريفة .
من هذا المنطلق نشأ تجمع إنسانيون باعتباره تجمع ينزع الى زرع السلم الاجتماعي والأمني في العراق مع محاولة العناية بالإنسان العراق ؛ لأنه وعلى طوال عقود من الزمن لم يكن الإنسان العراقي هدفا من أهداف السياسة العراقية ,فكان عليه ان يدفع فقط وكان عليه ان يدافع فقط , أما ان يأخذ او يدافع عنه فهذه لغة جديدة لم يعهدها , بل لعله يستغربها اذا لم يضفي عليها ضفاف الشك والريبة وهو معذور بطبيعة الحال حيث ان التجارب السابقة تركت اقترانات شرطية سيئة في مخيلته الوطنية .
إخوتي الكرام
يوما ما حدث شي مهم في تاريخ العالم الحديث وتسبب أيضا بكوارث كبيرة ولعل أسباب هذه الكارثة انطلقت من استكان شاي وحديث عابر او أمسية فجرت مشاعر التغير , الذي أصبح عبئا على الإنسانية اليوم , فما هو هذا الحادث الكبير الذي نشا من همة شخصية صغيرة ؟
جلس ملا محمد عمر الذي لم يكن أحسن الطلبة ولا أكثرهم علما في احد زوايا المدارس الدينية في باكستان يستنهض عزيمة الطلبة الدينين هناك ويستعرض لهم مساوئ أمراء الحرب في أفغانستان حيث بات كل شخص أفغاني يخشى أن تتعرض ابنته للاغتصاب والابتزاز من أمراء الحرب السابقين أمثال شاه مسعود ورشيد دوستم وغيرهم من أمراء الحرب المجاهدين السابقين , كما استعرض لهم كثرة العصابات المنتشرة في أفغانستان وفقدان الأمن في هذه البلاد . لكن هذه الأمسيات كانت تنتهي بالتذمر والتأفف ولم تتحول الى صيغة عملية للتغير .
لكن ملا محمد عمر لم يصاب باليأس , بل كان لديه الإحساس الأكبر بالتغير وفعلا وقف في باحة المدارس الدينية في باكستان ليستنهض عزيمة الافغانين الذي ألفوا الراحة والطمأنينة في بلاد الغربة , وبدا يستنهض عزائم الرجال فكانت طالبان ..
وهنا نحن نتوقف لنترك لك متابعة الحديث وهذه القصة الشيقة مع كتاب( طالبان جند الله في المعركة الخطأ) لفهمي هويدي الموجود على مواقع الانترنت .
ونحن على الرغم من اختلاف رؤيتنا العقائدية والفكرية مع ملا محمد عمر وما سببه من كوارث للإنسانية بكل أطيافها الا أننا نقف منه موقف الإعجاب لحركته ولعزيمته وهذا الإعجاب يفرضه الانصاف العلمي رغم فساد مذهبه الفكري والعقدي واختلافنا معه, وهنا من الحق أن نشيد بهذه الخصلة الموجودة لدى الغربيين أيضا , فرغم اختلاف وجهات النظر بينهم وبين خصومهم الا أنهم يتركون مساحة من الاحترام وهذا مفقود مع شديد الأسف في عالمنا العربي والاسلامي , فمن تتبع أدبيات الصحف الأمريكية وغيرها لن يجد كلمة نابية تخرج منها اتجاه شخصية الخميني رغم اختلافها معه فكريا , بينما إطلاله بسيطة لما كتب عن شخصية الخميني في الأدبيات العربية يجعلك تحكم بأدنى تأمل مدى رهاله طبيعة المنظومة الفكرية العربية والإسلامية .
أو تعبير دونالد رامسفليد في حادثة النجف يوم شد مقتدى الصدر يده باعتباره مجروحا وكان يكذب ماذا عبر عنه رامسفيلد ؟
قال : للأسف انه يكذب قالها باشمئزاز .
ليس معنى هذا ان الغرب لايكذب لكن هناك احترام للخصومة وحدود للخصومة يفرضها الذوق الإنساني السليم .
لذا يا أحبتنا وأخوتنا الكرام من اكبر النعم التي يمكن ان يمن بها الله تعالى على عبده هو ان يستفيد الإنسان من خصومه وان لايظلمهم أيضا , خصوصا ان الخصوم في بعض الأحيان يكونون من النعم الكبرى على الإنسان حيث يظهرون لنا مايخفيه الاقربون الينا ومن هنا تنطلق أهميه المعارضة والصحف والكتابات النقدية .
وعلى ماتقدم :
نحن كعراقين وكنخب ثقافية لاشك اننا نمتلك الكثير من الملاحظات على وضعنا الحالي وبات شبه الإجماع لدينا بضرورة التغير وما نظرة قليلة لما يكتب في المواقع العراقية الا شاهدا وبرهانا لهذه الدعوى .
لابد من وصول اناس طيبين( لااعني الطيبة بمعنى السذاجة ) لدفة العجلة السياسية العراقية يومنون بالحرية والعدالة الاجتماعية بعيدين عن الدوائر الانتمائية الضيقة يعملون من اجل الوطن بإنسانه العراقي لاغير , لا يعملون للوطن من خلال الشعارات او الاغاني كما يتصور اخوتنا في فلسيطن ان قضيتهم يمكن ان تحل بالأناشيد الوطنية.
اليوم وقت عمل لاقول
كثيرا مانحدث أنفسنا متى يكون لنا وطن وحكومة إذا اختطف عراقي في الصحراء المغربية ترسل قوات الكومندوز العراقية من اجل تحريره كما فعلت القوات الفرنسية ذلك , متى يكون لنا بلد يؤرخ لابناءه الذين التهتهم اسماك القرش في المياه الاندنوسية كما اورخ لسفينة تايتانك . قد يكون سقف هذه الأمنيات عاليا لكن دعونا نحلم ومن حقنا ان نحلم وكم من حلم تحول الى حقيقة ؟!
إن المسالة في العراق تخطت الحدود اللفظية رغم اعتقادنا ان القول قد يكون أنفذ من الصول في بعض الأحيان , فإذا لم نتحرك اليوم فسوف ينتج لدينا الف مقتدى الصدر غدا , وسوف ينتج لنا الف أبو عمر البغدادي غدا , الغد سيكون لونه احمر في واقعه اسود في فكرته .
نحن نعلم ان هذا الخطاب لعله سيكون مصيره كأخوته السابقين بدون رد , لان للرد ضريبة قد لاتطيقها بعض النفوس , نحن لدينا تجربة مع اخواننا العراقين فيهم الشجعان وفيهم الجبناء (وحاشاكم من الجبن ) لكن في اللحظات الحرجة لايقف الا الرجال القليلون , ونحن في خطابنا هذه نخاطب الشريحة التي لاتخشى في سبيل المبادئ والأهداف شيئا .
فأليكم أيها القادمون من بعيد من اجل الغد
حتى لايتكرر مشهد الأشلاء المقطعة في الشوارع لابد لنا من الحركة , وحتى لايتكرر مشهد الجماجم المدفونة في مزابل بغداد لابد لنا من الحركة …
كيف هي هذه الحركة؟
وأين يمكن ان تكون ؟
هذا مما لابد أن نتحدث عنه , ونتحاور من اجله , لابد من تعدي مرحلة الاستنكار الكتابي وإلا تحول مانكتبه الى ترف ذهني نرضي به ذواتنا , فنحن نعتقد وقد يكون اعتقادنا خاطئ اننا نملك الاستعداد لهذه الحركة في إنسانيون ونمتلك الروح المجاهدة والصادقة التي لاتداهن في دماء الأبرياء ولا تخشى فيها لومة لائم تحت أي عنوان او ذريعة, والتي لديها فقه الخدمه للمجتمع .
اننا وضعنا أرواحنا في اكفنا وعاهدنا الله والوطن على تقديمها قربانا لهذه الأرض الطيبة ولأهلها الكرام , ولن نسمح لها ان يقتلها السكر وضغط الدم والجلطة كما يختطف الموت من العجائز والنساء والمستضعفين .
نحن حينما قمنا بفتح موقع لتجمع إنسانيون لم يكن من همنا نجاح الموقع بقدر همنا في انجاح المهمة باستقطاب الآراء الحميدة والمشاريع الناجحة لتقويم حركتنا الاجتماعية والسياسية المقبلة بعون الله تعالى في العراق .
لاننطلق مع اخوتنا الحالين في السلطة العراقية من عقلية التخوين والتسقيط أبدا , لكننا نخاطبهم بصريح العبارة ان احزابكم نشأت في ظروف اضطرارية هي ظروف المعارضة اما مرحلة اليوم فهي تحتاج إلى شي آخر وما نشا في ظرف الاضطرار لابد ان ينتهي بانتهاء وقته , وهذا هو عين الحكمة والصواب أما ان تجددوا أنفسكم او تشاركونا التغير ونحن نقدم يدنا للجميع من دون استثناء لأننا نؤمن بان البلد للجميع لايمكن ان يتقدم من دون حركة أبناءه بكل أطيافهم .
ان الظروف الحالية تساعد على نشوء الكثير من الحركات الطالبانية اذا لم يتحرك عقلاء القوم ومفكريهم الى اخذ زمام المباردة نحو الحل العام فحتى لاينشا ملا عمر آخر يحدث كارثة كونية أخرى , ندعوك للوقوف معنا في إنسانيون للتغير. الوقوف معنا بالمشورة أولا والمقترحات الطيبة من ا جل تقويم حركتنا ونهضتنا المقبلة . نتمنى أن لايكون مصير خطابنا هذا مصير أخوته السابقين .
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا