سطام الكعود
الله الله ياغريبة
الله الله ياحبيبة
الله الله كم أنا مشتاق أليك
ها هنا رست مراكبك بعد كل هذا السفر من مكان الى مكان ومن غربة الى غربة.
من ديار الى ديار ومن وحشة الى وحشة ومن ضجيج الى ضجيج حتى أستقر بك المقام هنا في جوف أرض بعيدة وغريبة وموحشة بين جمع من الغرباء.
توسدت حفنة من تراب الى الابد وما عاد صباحك الجميل يملاء بيتنا الصغير بفرح الصباح ورائحة قهوتك الطيبة او شايك الذي يستمد هيله وطعمه اللذيذ من نفسك الطيبة.
ها هم ضيوفك قد حلوا ورفرفوا وبحثوا عنك ولكنهم لم يجدوك.
أكاد أحس بلوعة هذه الطيور الصغيرة الزاهية الجميله وهي ملتاعة تبحث عنك تشقشق الحان حزن وكانها ترثيك بفطرتها. تعرف اننا نبكي بلوعة وبحرقة وبالم نبكيك لانك منابع حب وأمومة منابع عطف ورحمة حياة زاهية ملونة جميلة كجمال الكون وربيع الحياة الوارفة الضلال.
أكاد أسمع صوتك في كل لحظة وارى ابتسامتك العذبة في كل زوايا حياتي لا اصدق انك رحلت الى الابد .. لا اطيق ان لا أراك تملئين بيتي بهجة وفرح وجدلا وحتى صراخا لان كل ما كنت تفعليه لون حياتنا وايامنا واعطى طعما لذيذا لساعتنا المجدبة التي نذوق عذابتها ونحن بعيدين عن الاهل والوطن.
فرش اليل عبائته وخيم بقسوة الاباد لانك رحلت الى ابد الابدين .
أنا تعودت أن أحزن لان الحياة مملؤة بالحزن ولا خيار لنا الا أن نذوق مرارته ولكن حزنك له طعم اخر فلا استطيع أن أقف لحظة عند اي شرفة من ذكرياتنا الا ووجدت نفسي أرثيك وأبكيك بحرقة.
وأعرف أن الحزن عليك له مذاق لا يعرفه غيري على هذه البسيطة لاني أنا الوحيد الذي تنتمين اليه وينتمي لك أبنا قد حمل كل البر لك ولكني أشعر بالتقصير ايضآ.
فدعيني أتذكرك وأبكيك بوجدان أبن بار مخلص.