تركت بحرآ مُتيمآ، ومَغيبآ آسرآ، وبيوتٍ بيضاء كأنها حبات لؤلؤ منثور فوق جبال ساحرة، وطرقات مليئة بالحنين، وحضارة أغريقية لاتموت.
كلها ..
أمتزجت بعبق الشرق، وذرات الرمل، ولهيب الصحراء .. ونفحات الاسلام.
أتساءل ..
هل يمكن لهذه الاشياء أن تبدو حقيقية بدون روح تجعل الميت حي، وتحوّل الجمال الى قطعة مفعمة بالاحساس؟
هل يمكن للبحر أن يكون معشوقآ؟
هل ستنطق الارصفة بالذكريات والامنيات؟
هل سيكون للحضارة بصمة في هذا الوجود؟
في كل حجر علامة، نحتتها آلامه وألهامه ليكون وسامآ لامعآ على صدر الطبيعة، ونيشان فخر لشجاعته وعبقريته التي كتبها بلا حروف.
أرواح هائمة ..
لاتعترف بالحدود ولا تنصاع للاعراف وتتجاوز المسافات بلمح البصر وتختصر الزمن.
بأيهما أكبرّك ربي ..
بذلك المخلوق الذي نفخت فيه من روحك .. ام الكون الذي رسمته ووضعت فيه عظمة أسرارك؟
بديعة انتِ أيتها الحياة ..
رغمآ عن متاعبك وشقاؤنا .. أبتلاءاتك وتخبطنا .. قسوتك وضعفنا.
ينبض القلب بك من دون سلطان .. وتسرح الارواح في ملكوتك ما شاء الله.
ثم تنتهي رحلتك بكتاب ثقيل تسطرين تفاصيله وتنسجين حكاياته.
سلام على تلك الارواح …
وأيمانآ وأستسلامآ لخالقها …