ترانيم روح وأشجان قلب by فتح الله كولن
My rating: 4 of 5 stars
سياحة روحية وفكرية في مقالات منفصلة عن مواضيع كثير ما قرأنا عنها ولكنها في لغة محمد فتح الله جائت على هيئة ترانيم لاعلاقة لها بالملموسات وانما تتعامل مع الروحانيات بشكل مباشر وجميل.
في الصلاة
ينقسم الليل والنهار بشكل غامض بالصلاة .. وتنظم الحياة حسب مفهوم زمني يتخذ العبادة محورآ له، وبفضل هذا تجري تصرفاتنا وسلوكنا مجرى حسنآ تحت رقابة الله تعالى، وتأخذ حركاتنا وسكناتنا خارج العبادة حالة عبادة أيضآ، وتتلون بلون العبادة، وتبدو حياتنا الفانية على وجه الارض وقد تلونت بلون السماء.
في الهجرة
الهجرة تحدث عند تحول الانسان من وضعه السابق الى الوضع المطلوب، ومن اللامبالاة الى الحركة والنشاط والنظام، ومن وضعه الجامد المتفسخ الى التجديد والاصلاح، والارتفاع من مستنقع الاثام الخانقة حياة القلب والروح.
هناك معنى للهجرة في جميع هذه الادوار، والشخص يعد مهاجرآ في أثنائها على الدوام.
في الاثم
إن إبعاد أمة كاملة عن ذاتها وعن هويتها، وزرع أدمغتها بأفكار غريبة عنها، وهدم محرابها، وتحويل منبرها، ليست من الاثام التي يمكن أن يغفرها التاريخ ولا المحكمة الالهية يوم الحساب.
ولكن هناك أثم أكبر من كل ما سبق .. وهو عدم عدّ ما فعله وما يفعله هؤلاء المجرمون العتاة الذين قلبوا الساحة الى ساحة حريق ودمار وفيضان، عدم عدّ ما يقترفونه أثمآ.
إن كان هناك إثم لايغفره الله تعالى ولا ينساه التاريخ فهو هذا الاثم.
في التوبة
فرار من الحق تعالى الى الحق تعالى.
وبتعبير آخر إن كان الاثم جرحآ في الروح ناتجآ عن سهو مؤقت للضمير عن المراقبة، فالتوبة هي وقوع القلب في عذاب دائم، وبدء بمراقبة جدية وبسيطرة حازمة على النفس، مما تكسب المشاعر الانسانية قوة وعزمآ جديدين.
هذا عندما تكون الاثام فردية، اما ان كان الامر متعلقآ بجرائم ذات صلة بالمجتمع فهذا لايكفي بل يتطلب انتفاضة جماعية وتجديدآ للنفس.
لقد كان أوخم أثامنا أننا رأينا الاخرين مذنبين، ورأينا أنفسنا أبرياء على الدوام.
جميع الابواب تتكلم بهذه اللغة السحرية والمعاني الروحانية، أحببت كثيرآ باب الوجه الاخر للموت و باب أوان الرجوع الى النفس والافق الذي يبرق، ولكن لا مجال لذكرها بهذا الموجز السريع.
الكتاب سياحة فكرية ووجدانية تستحق التأمل والقراءة بتمعن وقلب خاشع.