العنوان: إقرأ .. صناعة الكتابة وأسرار اللغة
المؤلفة: سلام خياط – العراق
سيدتي الفاضلة،
أشكرك من أعماق قلبي على هذا العمل المبدع، ألذي شكل منعطفآ رئيسيآ في تاريخ حياتي. بهرتني لغتك، وسحرتني كلماتك، ووقعت في حبه، منذ الأهداء وحتى المراجع والمصادر. فجر بداخلي كل الطاقات المشحونة التي تبرعمت مبكرآ ولكن لم يقدّر لها الخروج الا في مشاركات هينة هنا وهناك.
لكلماتك رنين لايشبه بقية الكلمات، مع أني أعرفها وقرأتها كثيرآ ولكنها في كتابك ترقص وتقفز كالفراشات المتوهجة. ليتني تعلمت في مدرستك، ولكن هل سأستطيع ان أعزف مثلك؟ قرأت الكثير ولازال أمامي الأكثر، ولكن قليل من الكتّاب من يستطيع ان يجعل القاريء يتمنى لو يحفرالكلمات بصدره ويضمها بين ثنايا قلبه ولايسمح لها بالرحيل ابدآ.
نعم أستفدت وتعلمت وأبحرت في صناعة الكتابة وأسرار اللغة، ويالها من تجربة امتزجت بالمتعة والتعلق الى حد الشغف. تمنيت ان أرجع الى دواوين الجاحظ وأبن خلدون وسقراط وسارتر وروسو وكل ما قرأتي لأربعين حولآ .. علني أقتبس شيئآ من أسلوبك.
أحتفظت بالكثير من الاقتباسات أثناء قرائتي، ولكني وجدت في هذه الأقرب الى كلماتك: ” كل كلمة لها جرس خاص، تتوافق او تتنافر مع رنين الجرس في الكلمة الاخرى او المقطع الاخر، تمامآ كفرقة سمفونية لو لم تتفق الضربات مع بعضها بأيقاع خاص لما سمعنا غير صخب وضجيج وضوضاء”. وهذا بالضبط ماقدمته، مقطوعة موسيقية بأيقاع متناغم.
كنت أود ان أبعث رسالتي هذه بالبريد العادي، كي يصل معها صدق مشاعري، ولكن ماباليد حيلة، عسى أن تجد طريقها اليك ولو بالفضاء الألكتروني.
لقد دعوتي عشاق الكلمة الى وليمة فاخرة، ويالها من دعوة .. لن انساها.