سمارا نوري
فن تجريدي بألوان مثيرة ودافئة يرسمها هاروكي موراكامي في رائعته كافكا على الشاطيء.
تغوص في اعماق النفس البشرية بفلسفة ولغة نثرية لها تأثير الموسيقى.
تتحدث عن علاقات اشبه بالخيال واشخاص تكاد تلمسهم من شدة انجذابك وتفاعلك معهم واحداث لايستطيع العقل مجاراتها واللحاق بخياله الرهيب.
تشبه الى حد ما اروكسترا سمفونية تعزف بايقاع صارخ وعبقري لتثير مشاعر الجمال والنقاء والخوف والفظاعة والاثارة والرغبات الحسية والذهنية في قطعة موسيقية متاغمة تجعلك تذوب فيها وتتنفس عبق اماكنها في كل فصل.
وهذه بعض المقاطع:
القدر هو الذي يقرر كل شيء .. واخر من يعلم هو أنا.
لن نرى بعضنا مرة اخرى، لكني لن انساك ماحييت، وحتى لو حاولت فلا أظن اني سأستطيع .. وكأن جزءآ منك سيظل دومآ حيآ في داخلي.
لابد من ان تواجه الموت، ان تتعرف عليه حقآ، ثم تتغلب عليه. وحين تكون في قلب تلك الدوامة، ستفكر في كل شيء كأنك تعقد صداقة مع الموت، تجري حوارآ صريحآ معه.
أمشي على شواطيء الوعي .. امواج الوعي تتهادى ، تنحسر، تترك كتابة ما .. ما تلبث ان تأتي موجة جديدة وتمحوها.
انتهت كل الاصوات التي لها معنى الى الصمت، ونما الصمت، اعمق واعمق.
اجلس على سريري واحاول ان أقرأ، ولكن لايبدو ان شيئأ يدخل الى دماغي .. فقط اتابع الكلمات بعيني، اضع الكتاب واذهب الى النافذه وانظر الى الحديقة.
الذكريات تدفئك من الداخل ولكنها تمزقك اشلاء ايضآ.
أنت لست سوى طفل عاش في عالم ضيق ولم يخبر من الحياة سوى القليل.
دعني ونفسي، لقد احتملت بمفردي افظع انواع الوحدة لزمن طويل وعانيت الكثير من الذكريات المؤلمة وفي مقدوري اتخاذ اي قرار بمفردي.
تضيق انفاسي، اغمض عيني، اشعر حمل الهواء ثقيل في صدري وكأني ابتلعت سحابة هواء دفعة واحدة.
فقدان الرغبة في العيش بداية الاحتضار.
كل منا يفقد شيئآ عزيز عليه، فرصآ، أمكانيات، مشاعر لايمكن استعادتها ابدآ. كل هذا جزء من معنى كوننا نعيش. ولكن في داخل رؤوسنا – او هذا ما اتصوره انا – نخزن الذكريات في غرفة صغيرة هناك. غرفة كالرفوف في هذه المكتبة، ولنعي الاعمال التي كتبتها قلوبنا، علينا ان نصنفها وننظمها ببطاقات، ونزيل عنها الغبار من حين لاخر، ونجدد لها الهواء، ونغير الماء في اواني الزهور، بكلمات اخرى، ستعيش الى الابد في مكتبتك الخاصة بك.
أريدك ان تتذكرني .. اذا تذكرتني انت .. فلا يهمني ان نسيني الجميع.