ليلة سقوط بغداد by أحمد خيري العمري
My rating: 5 of 5 stars
مؤلم للغايه وكأنه مشرط حاد يفتح كل جرح لازال اصلا مفتوحآ .. كانت الكلمات تقع على أذني وكأنها قنابل حيه تمزق أحشائي وتملئ قلبي بالمراره والقهر .. أردت أن أصرخ بأعلى صوتي وأصم أذني وأنتفض من سباتي .. تمنيت أن أثأئر لك يابغداد .. ماذا تفيدك دموعي وقد امتلات دجله والفرات بدموع أبنائك على مر العقود .. تنتظرين المعتصم ام خالد بن الوليد ام عمر المختار ام الحسين الشهيد ليأخذ بثأرك ويفك أسرك ويرد اليك أعتبارك .. لكنك أبتليت بقوم لايفقهون ولا يدبرون .. كثير منهم أستبدلك بأوطان متحضره وجنسيات مشرفه وصار أولادهم غرباء عنك لايحسنون حتى لفظ أسمك لان فيها حروفآ ليست بقاموسهم وليس لها وجود في لغتهم.
خذلناك عندما كنا معك وقتلناك عندما تركناك .. لكن تأكدي بأننا لن نعيش بسلام من دونك ولن نعرف طعم الكرامة الا في أرضك ولو أعطونا مال قارون .. لقد دفعنا الثمن باهظآ .. دفعنا أولادنا وبعنا ديننا وصرنا مسخآ بلا هويه ولا دين.
ماذا أحكي لك .. لقد خانوك وخنتك معهم لاابرئ نفسي .. بهرتنا أضويتهم وأعيادهم وضحكاتهم الصفراء ووعودهم الجرداء .. لاأنكر أخذنا الكثير وتخيلنا بأنه رضا من الله وتوفيق عظيم .. شهادات ومراكز وظيفيه .. تعلمنا ثقافة النظام والعيش بحريه .. تبين لاحقآ أنها حرية مزيفه وأنها قمة الاستغلال والاستهبال .. دفعنا أكثر بكثير مما اخذنا .. وأحسد اللذين لايدركون ليومهم هذا مقدار وماهية مادفعوه وهم مغيبين بسكرة الحضاره الغربيه والثقافه الغربيه والتحرر الغربي.
سيبقى هذا الكتاب شاهدآ في تاريخ البشرية على أبشع جريمه أرتكبناها نحن أبنائك قبل اليهود والخونة.
لعلنا نطلب المغفره ماتبقى من أعمارنا كي لاتكون نهايتنا أسوآ وأرذل من حياتنا.